برحيل أحمد الصغير كابتن الأهلي لكرة القدم والمنتخب السعودي الأول قبل أسابيع تفقد الكرة السعودية أحد أباطرة الكرة في عصرها الذهبي . فعندما كانت كرة القدم السعودية تنطلق بجمالها الآخاذ بنجومية اللاعبين المهرة الذين أطربوا الملاعب بفنهم وإبداعهم كان أحمد الصغير كابتن الأهلي لكرة القدم واحداً من أبرز العلامات في ذلك العصر سواء على مستوى النادي الأهلي أو المنتخب السعودي لكرة القدم . أحمد الصغير - الذي أنهته الإصابة وهو في جماليات الأداء الراقي كما أنهت نواف التمياط - شارك في رسم أجمل اللوحات الكروية على المستطيل الأخضر للفن الكروي .. وتميز في عصره بأن قاد الأهلي لبطولات كبيرة جعلت من الأهلي في عهد قلعة كؤوس. ولأحمد الصغير قصة طموح كبيرة وكفاح قل أن يقوم بها لاعب سواه في عصرنا الحالي حيث أنطلق من أندية ومنتخبات الصومال مذ كان فتى يافعاً ولعب ضد الأندية والمنتخبات السعودية حتى انتقل للأهلي والمنتخب السعودي وأصبح من أبرز لاعبي الوسط في العالم العربي .. والمؤسف أن مرحلة أحمد الصغير جاءت قبل ثورة الاتصالات والإنترنت واليوتيوب والتوثيق الذي يحدث الآن لأبسط النجوم وأتفه اللاعبين حتى أن لاعبين نكرة في الحضور والعطاء والتاريخ تستطيع بضربة زر أن تستعرض حتى مبارياته في التمارين .. في حين لاعبين كبار كأحمد الصغير ومن هم على مستواه يكاد لايذكرهم التاريخ إلا من خلال الباحثين المتقصين وقليل ماهم . وأحمد الصغير الذي ودع الملاعب بحفل اعتزال كبير في عام 1407ه أقامه النادي الأهلي له كواحد من الاحتفالات الرياضية التاريخية .. أسند لي في ذلك العام عمل كتاب رياضي يحكي مشواره الرياضي وذلك تحت رعاية وتموين ودعم من الأمير خالد العبدالله .. وكنت حينها رئيساً للقسم الرياضي في جريدة الندوة . وقد وجدتها فرصة كبيرة لي أن أساهم في توثيق مسيرة لاعب بحجم أحمد الصغير فناً وأخلاقاً .. ووجدت في تلك المسيرة من الكفاح والجهد الطموح والعطاء والفن الكروي مايجعل أحمد الصغير نجم عصره وزمانه وذلك بشهادة حضوره المميز على الملاعب وأهدافه الأسطورية التي لم تتكرر سواء في الأندية السعودية أو المنتخبات المنافسة . كما أنني وجدت أن الالتفاف حول هذا اللاعب من المسؤولين الرياضيين على كافة مشاربهم وميولهم كان كبيراً جداً، وهذا ماقل أن نجده في لاعبين آخرين إلا ما ندر . وأتذكر حينها أن الأمير خالد العبدالله كان يتابع معي مراحل طباعة الكتاب حتى صدر وتم توزيعه في الملعب في حفل الاعتزال . أيضاً مما لمسته في مسيرة أحمد الصغير "رحمه الله" أن مسئولي الأهلي من أمراء وإداريين وكذلك مسئولي الأندية الأخرى واللاعبين كانوا على التفاف حميمي عجيب معه خلال فترة الإصابة التي أدت إلى اعتزاله أو قبل الاعتزال أو خلال الاعتزال .. وكأنه لاعب لكل الأندية وليس لناد وهذا يدل على أن اللاعب كان يتميز بمحبة الجميع . والحديث عن أحمد الصغير يرحمه الله من قبل الزميل فهد الدوس المشرف على هذه الصفحة أعتبره وفاء من إعلامي قدير للاعب كبير فقدناه ولكننا لم نفقد تاريخه وأثره ومنهجه الكروي وأخلاقه الرفيعة . *المدير الإقليمي لجريدة الرياض بالشرقية