لقد أصبح استخدام الحاسب الآلي في مدارسنا أمراً حتمياً في الجوانب الإدارية والتعليمية لا يستغنى عنه في إدخال بيانات العاملين والطلاب، إضافة إلى رصد درجات الطلاب بشكل دوري وإصدار الإشعارات والشهادات وفق برامج حاسوبية خاصة، وتتزايد الأعباء يوما بعد يوم مع توجه الوزارة إلى اعتماد شبكة إلكترونية كبيرة تربط جميع المدارس مباشرة بإدارات التعليم والوزارة. وإذا عرفنا أن منسوبي المدرسة ربما بلغ المئات من المعلمين والطلاب ويصل العدد في بعض المدارس إلى ما يزيد عن خمسمائة طالب فإننا ندرك حجم البيانات الهائل الذي يتم إدخاله في الحاسب.. كما يتم إدخال درجات الطلاب عدة مرات خلال الفصل الدراسي الواحد وفي جميع المواد. ويزيد العجب إذا علمنا أنه لايوجد في مدارسنا سوى موظف إداري واحد يتحمل أعباء الصادر والوارد والسجلات والخطابات ويقوم بوظيفة المراسل أيضاً... وكثير منهم لايحسن التعامل مع الحاسب الآلي ، ومن هنا ندرك حجم المشكلة ومقدار الخلل . إذن يحق لنا أن نتساءل:من يقوم على إدخال بيانات الحاسب الآلي في مدارسنا؟ والجواب بكل أسف : إنه وكيل المدرسة أو المرشد الطلابي أو أحد المعلمين بالرغم من أن ذلك ليس من مهامهم حسب القواعد التنظيمية، ولا شك بأن تحمل هؤلاء لهذه الأعباء سوف يؤثر بشكل واضح على أدائهم لمهامهم التربوية والتعليمية. للأسف فإن القواعد التنظيمية للمدرسة مازالت تغفل التنظيمات الخاصة بالحاسب الآلي لأنها قديمة ولم تعد تتواءم مع الواقع، ولولا اجتهادات مديري المدارس في إسناد هذه المهمة إلى أحد منسوبي المدرسة لما استخدم الحاسب الآلي ولرجعنا إلى السجلات اليدوية والحبر الأزرق. إن الجميع يدرك أن وكيل المدرسة والمرشد الطلابي والمعلم...لهم أدوارهم التربوية والتعليمية التي يجب أن يتفرغوا لها ويمارسوها بكل جدية ومسئولية ، ولا ينبغي للوزارة أن تمارس أدواراً مزدوجة بحيث تكلف الموظف بمهام تربوية وتعليمية يتقاضي من خلالها رواتب مجزية ثم تكلفه بمهام أخرى إدارية تشغله عن مهامه الأساس يمكن أن يؤديها عنه بإتقان شخص آخر متخصص في الحاسب الآلي ولا يتقاضى سوى نصف راتب المعلم أو أقل . * مشرف تربوي/الخرج
