هناك العديد من اخواتنا اللاتي يعملن مدخلات بيانات في المدارس في مختلف المناطق والمحافظات التعليمية يعانين من عدم التثبيت أسوة باخواتهن الموظفات والمعينات كرسميات. ولذا فهناك العديد من الأخوات اللاتي يعملن في المدارس يحلمن بتعديل وضعهن الوظيفي لأنهن وحتى كتابة هذه السطور كما ذكرن ليس لديهن مسمى وظيفي وغالبيتهن حاصلات على بكالوريوس تربوي ولازلن يعملن في رصد الدرجات للفترتين ونهاية الفصل الدراسي ومراجعتها واعداد كشوف بعد المراجعة والمطابقة اضافة إلى قيامهن بأعباء أخرى كاستخراج أوراق التعريف للطالبات والمعلمات واشعارات أعمال السنة وشهادات نهاية الفصل إلى جانب الأعمال الادارية الأخرى التي تسند لهن من قبل الادارة المدرسية ومع ذلك لسن كرسميات وفي نهاية الشهر تصرف رواتبهن من قبل ادارة المدرسة والتي تقدر ببضع مئات لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة إن لم تزد قليلاً وليت هذا يقابل بالشكر والعرفان بل يعتبر راتباً مجزياً عند بعض ادارات المدارس حيث يتم جمع الرواتب من قبل المدرسات و(بالقطة) وعندما تطلب هذه المسكينة شهادة خبرة لا تعطى بحجة أن ذلك ممنوع حسب النظام ولأنها ليست موظفة رسمية ، وإن طلبت زيادة في الراتب رُفض طلبها مع العلم بأن ما تقوم به مدخلة البيانات من جهد وعمل شاق ومرهق مع العلم بأن ذلك الراتب الذي يعطى لها وقد لا يتجاوز الالف ريال عند البعض يصرف نصفه أو ثلاثة أرباعه للمواصلات ناهيك عن متطلبات الحياة الأخرى الصعبة مع أن الكثيرات منهن يعلن أسراً وأطفالاً ويتحملن مسؤوليات متعددة. ومما تعاني منه مدخلة البيانات أذكر هنا بعضاً مما يطرحنه من متاعب لا حصر لها ولا تسع المساحة هنا لرصد كل تلك المعاناة وأذكر هنا بعض المعاناة على سبيل المثال لا الحصر. || تقول أخت كريمة : أنا مدخلة بيانات لأكبر مدرسة في مدينة (...) عدد طالباتها يتجاوز الألف طالبة وثلاتة أرباعها من الأخوات المقيمات أعاني معاناة شديدة وضغط عمل شديد من ادخال درجات وتثبيت بيانات المعلمات والطالبات وأنا الموظفة الوحيدة وراتبي لا يتجاوز الألفي ريال ولي سبع سنوات خبرة ومنتسبة في احدى الجامعات قسم قانون ومعي دبلوم تقنية شبكات وخبرة وإلمام بالحاسب الآلي حتى إن موظفات الدعم الفني بمنطقتي يتمنين أن التحق معهن ، وتتساءل قائلة: أين ذهبت خبراتنا وشهاداتنا ؟ وأين ذهب تعبنا وجهدنا الضائع؟. وتسأل بمرارة قائلة: اذا نحن بنات الوطن لم ينظر إلى وضعنا ومعاناتنا الان فمتى سيكون ذلك؟ وتردف قائلة: أحيانا أمكث في المدرسة وخاصة أيام الاختبارات وحتى الساعة العاشرة مساء حتى أنجز العمل وفي النهاية أنني لست موظفة نظامية. || وأخرى تقول: إنها تعمل مدخلة بيانات لأكثر من خمس سنوات وحاصلة على دبلوم حاسب آلي وراتبها لا يتجاوز ألف ومئتي ريال وتصرف منها على دراستها الجامعية وأنها وزميلاتها لم يطالبن بأي شيء في الماضي خشية أن يتم الاستغناء عنهن لأنهن غير موظفات رسميات وبعد هذه السطور التي تقطر دماً هل من حل لمعاناتهن؟ وهل من بادرة سعادة وبهجة وسرور تصدر بتعيينهن كموظفات رسميات أسوة بمن ينتسبن لوزارة التربية والتعليم. وبدوري أنقل معاناتهن للأمير الانسان قبل أن يكون وزيراً للتربية والتعليم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد الذي يسعى دائما لتذليل كافة الصعاب التي تواجه أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء كأب روحي للجميع واني على يقين بأن سموه الكريم وكافة القائمين على هذه الوزارة الموقرة يسعون للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية إلى ما يصبو به ولاة أمرنا حفظهم الله تعالى وادامهم للعلم وأهله والله ولي التوفيق. همسة : الراحمون يرحمهم الله جل وعلا.