طالب عدد من أولياء الأمور بتفعيل دور المرشد الطلابي في المدارس، موضحين أن دوره أصبح هامشيا يرتكز على طاولة وكرسي وقلم لتحرير «التعهد» أو ما يشبه «القسائم» – على حد تعبيرهم - مشددين على وزارة التربية والتعليم بتعيين مرشد طلابي محترف بعمله ويعي كيف يتعامل مع الطلاب بمختلف مراحلهم العمرية، ويستطيع حل مشاكلهم وينمي قدراتهم ويوجه ميولهم ويصحح السلوكيات الخاطئة لدى البعض منهم. يتفق كل من عواض العتيبي ومطر حبيليص «أولياء أمور» على أن وظيفة المرشد الطلابي اقتصرت على تحرير التعهدات الخطية على طلبة المدارس أو بمعنى آخر إصدار قسائم مخالفات طلابية فقط دون التوجيه والإرشاد وتنبيه الأسر بسلوكيات أبنائهم داخل المدرسة، مطالبين بتفعيل دوره على الشكل المطلوب وانخراط المرشدين الطلابيين في دورات تثقيفية وتربوية في كيفية التعامل مع شتى السنوات العمرية ومختلف السلوكيات الطلابية، فهناك من يمارس الشغب أو التدخين أو الهروب من الحصص الدراسية داخل المدارس دون علم أولياء أمورهم وإخطارهم من قبل المرشد الطلابي أو يسهم في تهذيب سلوك الطلاب وتصحيح نهجهم. ويوضح عبدالعزيز العتيبي المرشد الطلابي بمدرسة الحطيم الابتدائية بمكة المكرمة أن العملية التربوية داخل المدرسة هي عملية تكاملية كل مكمل للآخر من أجل إيجاد بيئة تربوية ناجحة «لا يخفى على الجميع أهمية الدور التربوي الفعال الذي يضطلع به المرشد الطلابي داخل الحقل التربوي، فهو عصب الحياة في المدرسة، وكلما كان المرشد ملما بأدواره الإرشادية كان له قصب السبق في جعل المدرسة تنعم بهدوء سلوكي وتفوق دراسي لذلك هو العمود الفقري للمدرسة فهو الذي يعمل على إيجاد التوازن في المدرسة ويكون حلقة الوصل في المدرسة بين الإدارة وأعضاء هيئة التدريس من جانب والمعلمين والطلاب من جانب آخر». ويقول سالم أبو بكر هوساوي مرشد طلابي بمتوسطة جعفر بن أبي طالب بمكة إن من أبرز المعوقات التي تعترض عملية التوجيه والإرشاد في المدارس عدم تعاون بعض أولياء أمور الطلاب، مشيرا إلى أن ولي الأمر هو الراصد الأول لأية تغيرات أو سلوكيات أو مواقف أو حوادث تعرض لها ابنه قبل التحاقه بالمدرسة. ويوضح هوساوي أن بعض الطلاب للأسف الشديد قد يتأثرون بتصرفات زملائهم وخاصة من هم أكبر منهم سنا مما يجعلهم فريسة سهلة للمشكلات التي قد تحدث داخل المدرسة. ويشير مدير إدارة التوجيه والإرشاد بتعليم البنين بمكة المكرمة إبراهيم بن سعيد الثبيتي إلى أنه يوجد 450 مرشدا طلابيا يقومون بمهامهم على الوجه المطلوب، مؤكدا أنه ينبغي على المرشد الطلابي أن يكون أمينا على المعلومات والبيانات التي يتحصل عليها عند أدائه لعمله خاصة فيما يتعلق بدراسة الحالة «المدارس لها خصوصية معينة يجب المحافظة عليها، ويجب أن يكون الذي ينخرط في العمل الإرشادي في سن مناسبة ولديه خبرة في المجال التربوي والتعليمي كافة لتكون لديه القدرة على القيام بمهامه ومسؤولياته على أكمل وجه». وأضاف الثبيتي أن الوزارة واكبت التطور الإلكتروني حيث شارك العام الدراسي الماضي 80 مرشدا ومشرف توجيه وإرشاد من جميع مناطق المملكة ومحافظاتها في الملتقى الإرشادي الإلكتروني إلى استضافه تعليم البنين بمكة المكرمة، مشيرا إلى أن الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالوزارة حريصة على التحديث المستمر لهذه البرامج الإلكترونية بما يتماشى مع مستجدات العصر وتمثل ذلك في تفعيل منتدى التوجيه والإرشاد بموقع الوزارة ومنتدى الحوارات الطلابية وتأمين أجهزة حاسب إلى لكل مرشد طلابي، وأوضح أن إتقان التعامل مع الحاسب أحد أهم شروط ترشيح المرشدين، مضيفا أن دور المرشد الطلابي أصبح في مدارسنا حقيقيا ولا يمكن الاستغناء عنه في أية مدرسة.