قالت سوزان رايس السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة إن القوى الكبرى الست -بما في ذلك الصين- اتفقت أمس الأول على أن تبدأ في الايام القليلة القادمة صياغة عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي. وتؤكد تعليقات رايس ما قاله دبلوماسيون من أن مسؤولين كبارا بوزارة الخارجية من الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا توصلوا لاتفاق مع الصين اثناء مؤتمر بالهاتف. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.إن.إن) "الصين وافقت على الجلوس وبدء مفاوضات هنا في نيويورك مع الاعضاء الاخرين (في مجموعة الست).. كخطوة اولى نحو موافقة في مجلس الامن بأكمله على نظام عقوبات صارم ضد ايران". واضافت قائلة "هذا تقدم لكن المفاوضات لم تبدأ بعد بشكل جدي.. لقد تبادلنا الافكار بشان العناصر التي يجب ان تكون في قرار صارم لمجلس الامن التابع للامم المتحدة". وقالت رايس ان واشنطن وحلفاءها سيعملون "بشكل مكثف في الاسابيع المقبلة لبناء أقوى موافقة ممكنة على مجموعة من العقوبات ستضع ضغطا حقيقيا على ايران". واكدت الصين أمس انها لا تزال تفضل "حلا سلميا" لازمة الملف النووي الايراني، كما أكدت وزارة الخارجية الصينية ان الرئيس الصيني هو جنتاو سيمثل بلاده في القمة الدولية التي تستضيفها واشنطن يومي 12 و13 يونيو حول الامن النووي. وستمثل قمة واشنطن اول لقاء بين هو جنتاو ونظيره الاميركي باراك اوباما منذ توترت العلاقات بين البلدين مطلع العام بسبب قضيتي التيبت وتايوان. من جهتها، رحبت اسرائيل بالتغيير الذي طرأ، بحسب واشنطن، على الموقف الصيني حيال الملف النووي الايراني لجهة قبولها ببحث هذا الملف في مجلس الامن الدولي، ولكن الدولة العبرية ابقت على حذرها حيال العقوبات التي يمكن ان تفرض على الجمهورية الاسلامية. وقالت سفيرة اسرائيل في الاممالمتحدة غابرييلا شاليف للاذاعة العسكرية الاسرائيلية "هذا تغيير وتقدم مهمان من جانب الصين التي خففت من حدة معارضتها لفرض عقوبات جديدة على ايران"، محذرة من "فرح سابق لأوانه" في هذا المجال. واضافت انه "في النهاية، فان الاممالمتحدة لن تفرض عقوبات تشل النظام الايراني كتلك التي تطالب بها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون". واكدت الدبلوماسية الاسرائيلية ان "العقوبات الجديدة، اذا افترضنا انه سيتم اعتمادها، لن تمنع ايران من مواصلة عمليات تخصيب اليورانيوم، ستكون عقوبات تستهدف حصرا حرس الثورة الايراني". واشارت السفيرة الى ان بعض الدول مثل الولاياتالمتحدة قد تعمد الى فرض عقوبات موازية لتلك التي سيفرضها مجلس الامن الدولي، تكون "اقسى". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو صرح في واشنطن في 22 مارس ان اسرائيل تنتظر من "المجتمع الدولي ان يتحرك بشكل سريع وحاسم" ضد التهديد النووي الايراني، مؤكدا في الوقت عينه ان بلاده تحتفظ "بحقها في الدفاع عن النفس".