قالت شبكة "ايه بي سي" نيوز إن العالم النووي الإيراني المختفي شهرام أميري لجأ إلى الاستخبارات المركزية الأميركية واستقر في أميركا. الأمر الذي وصفه مسؤولون أميركيون بالسبق الاستخباراتي. وكان رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي قد استغرب في وقت سابق التصريحات الإيرانية التي اتهمت فيها المملكة بتسليمها العالم النووي الإيراني للولايات المتحدة، حيث قال في تصريحات إن المملكة تستقبل حجاجا ومعتمرين من كافة أنحاء العالم ومنهم الإيرانيون وهم يخضعون لإشراف بعثات دولهم، وأن المملكة بحثت عن هذا الشخص بعد معلومات اختفائه ولم تستدل عليه، الأمر الذي ولد الكثير من التساؤلات عن ظروف وملابسات اختفائه من مقر البعثة الإيرانية وكذلك اتصالاته، وتم نقل ذلك لبعثة وسفارة طهران التي من المفترض أن تكون نقلت ذلك لحكومتها لإفادة الخارجية السعودية بالمعلومات المطلوبة التي تساعد على توضيح حقيقة اختفائه، لكنها لم تتلق ردا رسميا من طهران. وكانت مواقع حزبية إيرانية قد تحدثت في ديسمبر الماضي عن اختفاء أميري بوضعها ثلاثة سيناريوهات لاختفائه منها احتمالية أن يكون على اتصال مع الأميركيين وانه قد يكون لجأ إليهم. ووفقا للمصدر الأميركي فإن اختفاء أميري جزء من خطة طويلة للوكالة لحمل أميري على الفرار، وقد اتصلت الوكالة بأميري عبر وسيط عرض عليه اللجوء والاستقرار في الولاياتالمتحدة. في هذا السياق قال ل "الرياض" مدير المركز العربي للدراسات الايرانية الدكتور محمد صالح صدقيان إن تسريب مثل هذه الأخبار من قبل وسيلة إعلامية أميركية ربما لا يقنع الجانب الإيراني بالتعرف على مصير شهرام اميري، الجدير بالذكر ان شهرام أميري هو عالم فيزيائي في الثلاثين كان قد اختفى في يونيو الماضي وكان يعمل بجامعة عشتار للتكنولوجيا المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحرس الثوري الايراني. وكانت شبكة ايه بي سي نيوز افادت الثلاثاء نقلا عن مصادر مطلعة على العملية التي نفذتها وكالة الاستخبارات الامريكية ان عملية تجنيد شاهرام اميري وهو متخصص في الفيزياء النووية وصفت بانها " ضربة استخباراتية" فيما يخص أنشطة التجسس الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية ضد البرنامج النووي الايراني. وقالت الحكومة الايرانية إن اميري اختفى في حزيران /يونيو الماضي أثناء ادائه العمرة .كما تردد ان عملية انشقاقه كانت جزءا من خطة طويلة الامد وضعتها الاستخبارات الامريكية. ويقال ان المخابرات الامريكية اتصلت به عن طريق وسيط قدم له عرضا يتيح له الاستقرار فى أمريكا. واتهم وزير الخارجية الايراني منوشهر متقى العام الماضي أمريكا باختطاف العالم الذي في أوائل الثلاثينيات من العمر. وقال ريتشارد كلاركي المسؤول السابق لمكافحة الارهاب والذي يعمل حاليا كمستشار لقسم الاخبار في شبكة ايه بي سى الامريكية التلفزيونية "مدى قوة الضربة سوف يعتمد على مقدار ما يعرفه العالم بشأن مكونات البرنامج النووي الايراني". وأضاف "إخراج عالم واحد من البرنامج لن يتسبب في واقع الأمر بعرقلته". وقال مسؤول استخباراتي أمريكي سابق لشبكة ايه بي سي ان الاستخبارات الامريكية كانت تحاول تجنيد علماء نووين إيرانيين منذ التسعينيات. ونقلت الشبكة عن مصادر القول إن اميري أكد التقديرات الامريكية بشأن البرنامج النووي الايراني خلال عملية الاستجواب المكثفة التي خضع لها من جانب الاستخبارات الامريكية.