تابع الجميع ما صرح به المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يوم الأربعاء 1431/4/8ه، من خلال البيان الإلحاقي حول ما سبق بيانه من وقوع مواجهة أمنية مع بعض عناصر الفئة الضالة في نقطة أمن الحمراء على طريق الساحل بمنطقة جازان، وان الاستقراء الأولي لهذا الحادث والأسلحة التي تم ضبطها (بما فيها الأحزمة الناسفة) ظهرت استفادة التنظيم الضال في الخارج من عناصر داخل الوطن يعتمد عليها في تنفيذ مخططاته الإجرامية، قدم بعضهم إلى المملكة تحت ستار العمل أو زيارة الأماكن المقدسة، أو تسللاً عبر المناطق الحدودية، وذلك لتسهيل التواصل مع المغرر بهم وتجنيدهم للفئة الضالة وجمع الأموال وتنفيذ المخططات القادمة من الخارج والتي تستهدف الوطن في أبنائه وأمنه ومقدراته. ولي مع هذا البيان بعض الوقفات الشرعية المهمة على النحو الآتي.. الوقفة الأولى: ان ما تم الإعلان عنه في هذا البيان، هو: من فضل الله ورحمته على هذه البلاد وأهلها والمقيمين على أرضها، يجب ان يفرح به كل مؤمن تقي وإنسان سوي، حيث أدت تلك العملية - بعد توفيق الله - إلى دفع كثير من الشرور، فإن الفرح به، فرح مشروع، امتثالاً لقول الله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا). الوقفة الثانية: ان ما قام به رجال الأمن من تتبع لخيوط حادثة نقطة أمن الحمراء، والقبض على عناصر الفئة الضالة ذات العلاقة بها إضافة إلى القبض على أفراد هاتين الخليتين.. يُعد إنجازاً أمنياً، ويدل دلالة واضحة - بعد توفيق الله تعالى - على مدى وعي رجال الأمن، وحنكتهم وشجاعتهم وعلى نوعيات الاستعدادات والتدريبات التي يتلقونها من قبل الجهات المسؤولة لإعدادهم إعداداً كاملاً لمقابلة المفسدين في الأرض. الوقفة الثالثة: ان ما قام به عناصر الفئة الضالة من التخطيط لتنفيذ هجمات في الداخل، واستهداف منشآت وطنية، ومهاجمة منشآت نفطية وأمنية في المنطقة الشرقية عمل إجرامي، ولا يشك عاقل بأنه محاربة لله ورسوله وسعي في الأرض فساداً، وقد بين الله جزاء هؤلاء بقوله: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم). الوقفة الرابعة: جاء في البيان ان من بين المقبوض عليهم (انتحاريون) ومن المعلوم ان تنفيذ الهجمات الانتحارية لا يكون إلاّ بقتل النفس وهو معتقد فاسد، وداخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة). الوقفة الخامسة: جاء في البيان ان الانتحاريين غُرر بهم للترصد لرجال أمن بقصد استهدافهم، وهذا قتل للأنفس المعصومة تعمداً واعتداء بغير حق، وقد قال الله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً). فالحمد لله والشكر له ان هيأ لنا ولاة أمر يحفظون أمننا وأمن مقدساتنا ومقدرات بلادنا. * المفتش بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إمام وخطيب جامع فاطمة الزهراء بحي المرسلات بالرياض