لم يمنعه عمله في السلك الدبلوماسي من ممارسة عشقه الأول، الفن التشكيلي، فرسم اللوحات التي تعبر عن ذاته وعن علاقته بمحيطه وبوطنه المملكة العربية السعودية. عبدالرحمن عبدالله الثاقب الابن البار لمدينة شقراء قدم في مجال الفن التشكيلي أعمالاً مميزة عكس من خلالها صفاء القرية وواحات نجد وكثبانها وجبالها ووديانها التي قضى فيها الشطر الأكبر من حياته. وهو لم يكتف بالرسم بل زاد على ذلك اهتمامه بالشعر والموسيقى والمسرح وغيرها من أوجه الإبداع. وشهدت الأيام الماضية اتفاقاً مبدئياً بينه وبين فنان العرب محمد عبده على أغنية وطنية من كلماته عنوانها "سيد البيارق". وعن هذه الأغنية وعن أمور أخرى تتعلق بحركة الفن التشكيلي في السعودية كان لنا معه هذا الحوار: * بشكل رئيسي أنت تمارس فن الرسم والشعر.. فأي المجالين أقرب إلى نفسك؟. كلاهما قريب وإنتاجي فيهما قليل لكنه شبه متوازن. وإن كنت أميل إلى الرسم قليلاً حيث إنتاجي التشكيلي أغزر إلى حد ما ولعل ذلك يعود إلى أن اللون والجمال واستخدام أكثر الحواس أثناء الرسم يجعلني أكثر عمقاً وأكثر قرباً من الحالة الإنسانية القصوى. كما أن الألوان أدوات حسيّة تستطيع التعامل بوضوح معها وهو ما يجعل من الرسم شيئاً ممتعاً إلى أبعد الحدود. * عملك السابق كدبلوماسي هل أثر على نشاطك الفني؟. نوعاً ما. والتأثير كان متبادلاً. لكني تمكنت من الموازنة بين متطلبات عملي وحاجاتي الإبداعية. * هل تتابع الحركة التشكيلية المحلية؟. ليس كثيراً ولكن إلى حد ما. لكن أرى أنها لا تزال تكافح دون دعم وهي تحتاج إلى رعاية أكبر ودعم علمي وتقديمها إلى العالمية خاصة وأن لدينا فنانين مبدعين يستحقون الانتشار ولديهم أعمال مميزة تنافس الأعمال العالمية. * ومن يعجبك من الفنانين السعوديين؟. لا شك أن الرعيل الأول من الفنانين مثل عبد الحليم رضوي ومحمد السليم وعلي الرزيزاء وسعد العبيد والطخيس والربيق واليحيى والخزيم وطه الصبان هم من تعرفت عليهم وعلى فنهم منذ سنوات والساحة الفنية الآن تزخر بالفنانين الشباب الذين آثروا المزج بين المدارس المصنفة وصهرها بالمفاهيم الخاصة بالمجتمع والبيئة السعودية وهم قادرون على التأثير في الفن التشكيلي السعودي بطرق علمية ومنهجية. هذا وأرى أن فناني المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية أكثر نشاطاً وأغزر إنتاجاً. وإذا أردت أن أحدد الأسماء التي تعجبني أكثر فسأقول إنهم محمد العمير وإبراهيم الزيكان وشريفة السديري وحنان البديري وهدى العمر والعريض وغيرهم. * وماذا عن الحركة الشعرية هل أنت متابع لها؟. على عكس الفن التشكيلي، تحظى الحركة الشعرية بدعم هائل أكثر من الفنون الأخرى والأسباب معروفة وربما يتغير هذا الأمر فيما بعد، فالاستمرار في العطاء والإنتاج كفيل بهذا التغير والأمر يتعلق بالفهم والثقافة وحب الناس واهتماماتهم والاستمرارية في الانتاج الجيد كفيلة بنشر الفن أياً كان شعراً أو غيره لكن في النهاية البقاء للأفضل. عبدالرحمن الثاقب * من أثر فيك فنياً؟. اللوحة الجميلة والقصيدة الراقية تؤثر في النفس أكثر من أي شيء آخر، وشخصياً أنا لا أحبذ التبعية في المدارس الفنية أو الشعرية فكل الإبداعات هي نتاج اختلاجات النفس البشرية ولا شأن لذلك بالمناهج المدرسية والتصنيفية التي تؤطر فيها أنواع الفنون. * أنت على وشك اقتحام مجال الأغنية بقصيدة "سيد البيارق".. مَن مِن الأصوات الغنائية يعجبك؟. يبقى فنان العرب محمد عبده على رأس الهرم وتلاميذه الأصيليين الذين تتلمذوا على يده وابتعدوا عن الإسفاف والعمل الرخيص. هؤلاء هم من أحرص عليهم. أما البقية لا أميز بينهم لأن الساحة الغنائية للأسف مليئة بالأصوات المتشابهة التي لا تدري من منهم يمتلك صوتاً حقيقياً فالتكنولوجيا خلطت الحابل بالنابل. * ماذا عن تعاونك المقبل مع محمد عبده؟. نعم.. هي أغنية وطنية قمت بإرسالها إلى فنان العرب وانتظر رده عليها. وهي تتحدث عن العلم السعودي وتقول كلماتها: هذا هو سيد البيارق عالين في كل شاهق لامعن في كل بارق ساكنن في كل خافق منصور بإذن الله.. ما تلحقه ذله