في ظل ما حققته المملكة من ريادة، وما تحظى به من مكانة، وما تضطلع به من مسؤولية كبرى جاءت موافقة مجلس الوزراء على تنظيم "مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية" ليكون نبراساً ومشعل خير لخدمة العربية، وتوحيداً للجهود لدعمها، إضافة لدعم المنظمات الدولية الرامية لخدمة اللغة العربية ونشرها. ويأتي هذا المركز المبارك مواكباً لما يشهده الجميع من نهضة فكرية وثقافية في المملكة شملت كل الميادين، وحصدت المملكة ريادات متعددة؛ جعلت لها مكانة عالمية وتطلعت كثير من المؤسسات والجهات العالمية للاستفادة من الخبرات المتميزة في المملكة. إن القيادة الحكيمة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –أيده الله- جعلته يتجه لإنشاء هذا المركز في عصر فاخرت كل أمة بلغاتها، وعملت على نشرها وتعليمها، ونظرت كثير من المنظمات للغة العربية على أنها لغة قديمة لا تصلح لهذا العصر، وتنبأ آخرون بانقراض العربية خلال عقود قليلة قادمة؛ كل هذا جعل اللغة العربية في خطر ما لم يقم الغيورون على لغتهم بالدفاع عنها، والذود عن حياضها، وقد حقق ذلك الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- حين دعم العربية بسخاء من خلال البرامج الموجهة لخدمة العربية وما يقر من مناهج، وما يعقد من ندوات ومؤتمرات تخص العربية، إضافة إلى الجوائز والأوسمة التي يمنحها للمهتمين بهذا الشأن وتشجيع البحوث والدراسات في العربية، وبعد هذا نجده ناصراً للعربية بقراره المبارك بإنشاء "مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية"؛ ليكون هذا المركز بيئة تعمل على تطوير وترسيخ اللغة العربية ونشرها، ويكون داعماً وموجهاً لما يخص خدمة اللغة العربية. وإيماناً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله –سدده الله- بأن خدمة اللغة العربية هي خدمة للإسلام والمسلمين، وخدمة لكتاب الله تعالى فإنه شرَّف المركز باسمه؛ ليعلن للجميع أهمية اللغة العربية ومكانتها في المملكة. ولم تكُ هذه المبادرة الرائدة بمستغربة على قائدنا المحنك، ومليكنا الحكيم الذي لا يزال يطلعنا بمشاريعه الرائدة يوماً بعد يوم، فها نحن نعيش تنمية تعليمية وثقافية واجتماعية مباركة، ونسأل الله أن يديم علينا نعمه، وأن يحفظ ولاة أمورنا من كل مكروه، وأن يمدهم بعونه، ويجعل ما يقدمونه في ميزان حسناته. ويأتي إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية متزامناً مع إعلان الأممالمتحدة يوم 18 ديسمبر من كل عام ليكون يوماً عالمياً للغة العربية، ونتطلع أن يسهم هذا المركز بمشيئة الله في إنجاح مثل هذه المناسبات، والعمل على إيجاد بيئات تسعى لنشر اللغة العربية وتسهيل تعليمها، والتعاون مع المنظمات العالمية، والمراكز الداعمة للغة العربية والإفادة من الخبرات العالمية في مجال عمل المركز. وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على قراره المبارك بإنشاء المركز، كما أزجي خالص الشكر لمن كان لهم دور في إنجاح هذه المشاريع الرائدة وعلى رأسهم وزارة التعليم العالي ممثلة في معالي الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومعالي نائبه الدكتور علي بن سليمان العطية. نسأل الله تعالى أن يسدد الخطى.. ويبارك في الجهود.. إنه سميع مجيب،، * عميد معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية