يحب كثير من الشعراء الشعبيين، بل يجد بعضهم متعة في اختبار وتحريك مشاعر بعضهم، من خلال مساجلات يشرحون بها ظروف ومعاناة يواجهونها لا تخلو بعضها من الدعابة والفكاهة للترويح عن النفس. وهذا ما حصل للشاعر بدر الحويفي، حيث اتصل عليه - صباحاً - أحد أصدقائه وهو من كبار السن يطلب مشورته وأخذ رأيه، ويقول إنه تقدم لخطبة إحدى الفتيات من أهلها فوافق أهلها، ولكنها رفضت وقالت بالعبارة إنها لا تريد أن تتزوج من رجل عمره يزيد على عمر والدها (فأدمت هذه الكلمات قلبه) فطلب منه بدر الحويفي أن يتصل فيه بعد صلاة العصر في ذلك اليوم، وعندما اتصل عليه هذا العاشق المسن قال له بدر هذه القصيدة. يا طير شلوى خذ نصيحة صحيبك تقريب خمس أبيات جملة وترتيب يا شايب الرحمن يا كثر شيبك قلبك شباب ورأسك أبيض من الشيب قام ايتبين للمزايين عيبك لو أنت طلق أحجاج ما بك عذاريب عيبك كبر سنك معرقل نصيبك ما يقبلنك لو نصبت الرعابيب اللي صغير سنها وش تبي بك تبغى ولد مزيون وانته تقل ذيب الله يخلي لك رضيعة نسيبك اللي ترحب بك اليا جيت ترحيب طع شورها واحفظ افلوسك بجيبك مالك بناس تمحنك بالمطاليب يفرض عليك أشروط من غير طيبك ويعذبونك بالطلبات تعذيب واليا انتهيت وسلمو لك حبيبك وتم الفرح واستقبلوك المعازيب شد الرحل يالعود والله يثيبك وابكر خسارة كان هو دنق الهيب يومين والثالث يسرب سريبك وتقوم كرعانك تطق العراقيب عود على الملك القديم وقليبك عساك تقنع عقب فتل الأشانيب وإن كان ما طاوعت ماني طبيبك قلبك ترى بصري جراله عواقيب وبعد أن سمعها هذا الصديق رد على الشاعر بدر الحويفي بهذه القصيدة. يا بدر أنا أول لاعتزيت اعتزي بك واليوم أبأجنب نصايحك تجنيب اللي مضى في كل حال اقتدي بك وعقب الكلام اللي حصل صابني ريب حطمتني وأنا أمدحك لا حكي بك وتضحك علي يوم أنا رحت خطيب ولو شفت ما شفناه شقيت جيبك يا بدر صوبني عطيب الأصاويب أصابني رمح عسى ما يصيبك خج الضلوع وذوب القلب تذويب شفت أدمي لو شفت زوله أغدي بك وخلاك تلعي في طوال المراقيب وخلاني أسمع يا الحويفي نحيبك تخلج وتفتح للقريحة هناديب حسين العساف