تعد تنومة احدى مدن منطقة عسير الضاربة في التاريخ، التي ورد ذكرها في كتب التراث شعرا ونثرا، حيث كانت منطقة استيطان منذ العصور القديمة، وتتربع على قمم جبال السروات. ولتنومة تاريخ طويل ضارب في أعماق التاريخ، فقد ورد ذكرها في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، يقول فيها الشاعر الجاهلي حاجز الأزدي: ويوم صبحنا الحي يوم تنومة بملمومة يهوى الشجاع وئيدها وقال عنها أبو الحياش الحجري: في إحدى قصائده المشهورة: ومن الطود فالزنامات خضر رويت فالتنومة الزهراء ولعل ما يلفت النظر نحو أهمية تنومة، أنها عرفت بعدد من مشاهير الرجال الذين اشتهروا في تراثنا بالسبق العلمي، والمكانة الفكرية من أمثال الشاعر: حاجز بن عوف الأزدي، والشاعر الشنفري الحجري، والفقيه احمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، "239-321ه" والفرضي سعيد بن علي الحجري، والحافظ عبدالغني بن سعيد "332-321ه" وأبو الحياس الحجري وغيرهم. ولتاريخ تنومة، وجمال طبيعتها، فإن الشعر وتنومة متلازمان، وقد قيل في تنومة قديما وحديثا كثير من الشعر المعبر عن طبيعتها، حتى إن الأديب والشاعر عبدالله بن عبدالرحمن ألف كتابا خاصا بعنوان: "تنومة الزهراء في عيون الشعراء". ومن القصائد بالشعر الفصيح ما قاله الشاعر الدكتور ظافر القرني: ماذا أقول وأنتِ أجمل من قصيدة كل شاعرْ ولأنتِ أبلغ في العبارة من عبارة أي ناثر ولأنت أروع يا تنومة من جميلات المناظر جئنا إليك ونحن لا نقوى على حمل الدفاتر وأتيت في شرخ الشبا ب مع الشباب ذوي التفاخر ورجعت من بعد الشبا ب وأنت جوهرة الجواهر أما على مستوى الشعر الشعبي فقد قيل فيها كثير أيضا، وفيما يلي نورد إحدى قصائد الشاعر الشعبي الكبير عبدالله الطنيني في تنومة بعنوان " تنومة الحسن" من ديوان الطنيني المطبوع: كلما في الكون من لذّات تحويها تنومة حسنها ملك القلوب وفي العلا تأخذ مداها لا تلوم اللي تغنا في طبيعتها الجميلة لا تلوم اللي عزف عَ الناي ويغني هواها الجبال الشُّمّ ورياضٍ وغاباتٍ ظليلة من فنون الورد والريحان كم ربي كساها في رياض الحسن والبهجة ومخضرّ الخميلة كلما فيها جميل وكاد ينطقها حصاها يا مصيّف حين تقدم لا تدوّر لك دليلة لك مع نسماتها وازهارها تنثر شذاها ما نوفّي وصفها مهما نظمنا من قصيدة هي عروسٍ خصّها الرحمن بالحسن وحباها يا مدينتنا الجميلة مانرى مثلك مدينة هي مدينة من بلاد واسعة يحمي حماها الرجال أهل الوفا وأهل المكارم والحميّة مملكتنا حن فداها كلما نملك فداها