أصدر الباحث الدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش كتاباً جديداً بعنوان "تنومة الزهراء في أعين بعض الشعراء والباحثين والرحالة والكتاب في الجاهلية والإسلام" وقد جاء هذا الكتاب مختصراً لعدد من المدونات العلمية إضافة إلى نصوص تاريخية مختارة. وقد قدم الدكتور أبو داهش لكتابه بالقول: لقد مضى زمن على رحلتي العلمية الميدانية لبلدان تهامة وعسير بجنوبي بلادنا الغالية والتي تم عقدها أواخر القرن الرابع عشر الهجري ومنها مدينة تنومة مسقط رأسي ومهوى مقامي، إذ كنت عندئذ قد جمعت مادة علمية مناسبة عن هذه البلدة وبخاصة عن أعلامها وما يتصل بحياتها العلمية فهي من المدن الزاهرة المشهورة، ويواصل الدكتور ابوداهش في مستهل كتابه الذي جاء من القطع المتوسط في 118 صفحة ويتحدث بداية عن سبب تسمية تنومة بهذا الاسم حيث ذكر انه في غياب التوثيق فإن السبب الأقرب لهذه التسمية يعود إلى وجود شجر التنوم الذي يكثر فيها حيث ذكر ابن منظور عن ابن عبيد أن التنومة نوع من نبات الأرض فيه سواد وفيه ثمر تأكله النعام ولهذا الشجر حمل كحب الخروع، أما موقعها الجغرافي فتقع في الجنوب الغربي من المملكة من أعمال منطقة عسير، وهي بلد رخي من سراة الأزد وأحد منازل حاج اليمن على هذه السراة، ولموقعها أهمية عظيمة حيث تنخفض تنومة بما يزيد عن 200متر عن ما جاورها من الجنوب والشمال مما زاد أهميتها التجارية لسهولة الوصول إليها، ويواصل الباحث أبو داهش مواضيع كتابة حيث يتحدث عن نسب أهل تنومة وأصولهم ثم يتناول تنومة في العصر الجاهلي وما جاء فيها من أبيات شعرية ومن أشهرها حاجز بن عوف الأزدي الذي يقول: ونحن صبحنا الحي يوم تنومة بملمومة يهوى الشجاع وئيدها ويوم شروم قد تركنا عصابة لدى جانب الطرفاء حمرا جلودها ثم انتقل الباحث للحديث عن تنومة في العصر الإسلامي والوسيط وتناول ما كتبه صاحب كتاب صفة جزيرة العرب الحسن بن أحمد الهمداني، وتحدث عن بعض شعرائها ومنهم في تلك الفترة الشاعر جعفر بن عبدالله الجبهي وأبو الحياش الحجري كما تناول ما كتبه الموسوي المكي، ويؤكد ان من أطلق على تنومة لفظ الزهراء هو الشاعر أبو حياش الحجري الذي قال: ومن الطود فالرنامات خضر رويت فالتنومة الزهراء وقد أكد أبو داهش أنها تستحق هذا الوصف لما تتمتع به من جمال طبيعي، وبعد ذلك تعرض أبو داهش في الفصل الثاني على عدد من النصوص التاريخية المختارة عن تنومة حيث تعرض لتنومة في شعر حاجز الأزدي في الجاهلية ثم تنومة في كتاب صفة جزيرة العرب ثم تنومة في كتاب التعليقات والنوادر ثم تنومة في إحدى الحوليات التاريخية المخطوطة حول قيام الدولة السعودية الأولى ثم تنومة في كتاب عسير قبل الحرب العالمية الأولى إلى آخر الكتب والمراجع الكثيرة التي أوردها الكاتب. ثم اختتم المؤلف كتابة بطبوغرافية تنومة، وذكر أنها عبارة عن شريط سهلي رملي تحده السلاسل الجبلية ذات الصخور النارية والمتحولة من جهتي الشرق والغرب ويبلغ أقصى اتساع لها حوالي 3 كيلومتر وترتفع عن سطح البحر بحوالي 2500 متر.