إذا كنت مسؤولا لابد وأنك مهتم بشعرة معاوية ، تلك الشعرة التي يعول عليها الكثير لمعرفة رضا من يرأس ويهمه أمرهم ، ولذا يختلف اولئك نجاحا بحسب توقيت شد تلك الشعرة ومتى يرخيها لئلا تنقطع ، خاصة في هذا الزمان الرقمي الذي لم تعد القنوات التقليدية تقدم معلومة دقيقة عن وضع عملاء الشركة أو رضا موظفي المؤسسة التي ترأسها ، إذ أصبحت المعلومة متوفرة عن كل شخص أو جهة في فضاء الانترنت وقت ما تشاء وبالقدر الذي تشاء بكل شفافية ووضوح. ولذا يخطئ بعض مديري المؤسسات التي لها علاقة بالجمهور من قياس رضا عملائه عبر عدة جرائد وبضع قنوات تلفزيونية أو حتى محاولة اخفاء بعض القضايا عن العملاء والضغط على الجهات الإعلامية لمنعها من الحديث عن موضوع معين أو حثها للحديث عن موضوع اخر ، وخاصة في الدول الفتية والتي يمثل فيها صغار السن نسبة كبيرة عدد السكان ، فهؤلاء العملاء لم يعد من اهتماهم مشاهدة تلك القنوات التقليدية أو حتى إنفاق ريالين لشراء تلك الجريدة وهذا هو الحال ، وانما تجد رأيهم ورضاهم واهتماماتهم في فضاءات الانترنت وقنواتها الإعلامية المختلفة ، من مواقع اخبارية عاجلة ، وتفاعلهم في المنتديات ، ومجموعات الاخبار ، ومجموعات البريد الالكتروني الشخصية أو التجارية ، ومواقع الفيديو ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، بالاضافة الى تفاعلهم من خلال الردود على مواقع الجرائد على الانترنت ، ومثل ذلك كله عبر هواتفهم المحمولة. ان الخطاب الجماهيري التقليدي لم يعد مؤثرا كما كان من قبل ، وبديلا عنه أصبح الخطاب الفردي من خلال القنوات الرقمية المتعددة هو أبلغ تأثيرا، لانتشاره في الآفاق ، وبقائه محفوظا في الانترنت، وامكانية التفاعل معه تقييما وتعليقا ، حيث شبهت هذه القنوات الرقمية بالقوة العظمى الثانية ، ليس خيالا يبنى على أماني وإنما - بحسب استاذ هارفارد ؛ جيمس مور في مقاله - ( القوة العظمى الثانية تخفي رأسها الجميل ). وسيلة أخرى استراتيجية لمعرفة اهتمام الناس وما يستهويهم من خلال قوقل ، فقوقل رغم أنها تقدم لك المساعدة المجانية عن كل ما تبحث عنه ، الا انك موجود في سجلاتها منذ أعوام ، فهم يعرفون ما هي الكلمات التي بحثت عنها في أي اسبوع أو شهر أو حتى اعوام ، ولهذا السبب عانت قوقل المشقة حتى تم السماح لها بالدخول الى دولة الصين لاسباب تتعلق بالخصوصية. وحتى الانتخابات والتي تسعى من خلالها الحكومات الغربية الى رضا الناس أصبحت رقمية ، وكمثال لذلك ما اعتمدته الحكومة الامريكية ميزانية ضخمة لجعل التصويت رقميا في الانتخابات الرئاسية ، وذلك بعيد اللغط الذي حدث في فلوريدا عام 2000 والذي كاد أن يكون لصالح الديمقراطيين ، ويسقط الفصل الأول من الرواية العالمية والتي عرفت فيما بعد بأحداث سبتمبر. من فوائد التصويت الرقمي أن يجعل الناخب على اتصال دائم بمرشحه ، وألا يكون آخر عهده به يوم التصويت ، فلو تم تطبيق مثل هذا النظام في الانتخابات البلدية ، ومن خلال البوابة الالكترونية للمجلس البلدي ، فانه من خلال هذه البوابة يتم التواصل بين الناخب ومرشحه الفائز بشكل يومي والكتروني لمتابعة ما تمت تحقيقه من وعوده الخلابة قبيل التصويت. في عالم الانترنت أن تكون سباقا الى المواقع المهمة وتوجيهها الى ما فيه المصلحة العامة أفضل بكثير من موقف المدافع ، فبعض الشركات قامت بذكاء الى شراء مواقع ذات علاقة بنشاطها ، بحيث تضمن تقديم ما تريد لهم وضمان عدم الافتراء عليها من قبل خصومها وهو اجراء ذكي يحتاج الى العمل معه بطريقة أذكى ، وتجاريا كما فعلت (ياهو) بشراء مكتوب والتي تملك مواقع عربية عديدة وروادها العرب بعشرات الملايين ، فتخيل كم من عربي أصبح تحت توجيه ياهو ، وما أدراكم ما ياهو. عودا على شعرة معاوية ، وبالرغم من أن الكثير مؤخرا يدعي وصلا لها ، إلا أن الحقيقة تقول إن الأمر اذا وسد الى غير أهله فلا تنتظر خيرا .... بل انتظر الساعة.