نستكمل اليوم الحديث عن الأمراض التي تنقلها الطفيليات للإنسان والتي تطرقنا اليها في الاعداد الماضية فمن تلك الطفيليات: الانكلستوما: وهذا الطفيلي يصيب حوالي 25% من الفلاحين المصريين وهي دودة رفيعة يبلغ طولها حوالي سنتيمتراً واحداً . وفي مقدمة الجسم يوجد الفم محاطاً بست أسنان تغرزها الدودة في الجدار الداخلي للأمعاء لتمتص غذاءه ودمه معاً. فالدودة تتغذى أساساً على دم المصاب الذي يصاب بعد فترة قصيرة بفقر الدم . كما يعاني المريض من طنين في أذنيه وزغللة في عيونه وصداع ودوخة بالإضافة إلى انتفاخ البطن . كما أن هذه الدودة تؤثر على النمو العقلي والجسدي عند الأطفال وصغار السن. كما تنبعث من فم المصاب رائحة مميزة . كما أن الدودة الواحدة تستهلك حوالي ثلثي جرام من دم المصاب بها يومياً . ومن هنا يتضح مدى الضرر الذي تسببه هذه الدودة. عدد الذكور في دودة الانكلستوما أقل من عدد الإناث بنسبة الثلث وكلا النوعين لونه أبيض عند الحياة وأحمر داكن عند امتلائها بالدم وأسود بعد الموت. تتكاثر الانكلستوما بوضع بيضها بدون انقطاع فيخرج البيض مع البراز ويفقس ، وتخرج منه الأجنة الديدانية التي تتغذى على أي مادة عضوية وتنمو سريعاً لمدة أسبوع ، وفي هذه المدة تميل إلى السكون بعد أن كانت ذات حركة دائمة وتمتنع عن التغذية ويقف نموها تبعاً لذلك ، ولكنها تعيش بضعة أسابيع وأحياناً شهراً في الطين الرطب ، ومع ذلك فإنها تدخل القناة الهضمية للإنسان بواسطة شرب الماء غير المرشح أو بواسطة تلوث الأيدي بها ، أو تلتصق في أدوات الغذاء. وعند دخول الدودة إلى القناة الهضمية تنمو وتتلقح وتكتسب حجمها الطبيعي. علاج الإنكلستوما: 1 مغلي البصل: يمكن طرد ديدان الإنكلستوما بعمل حقنة شرجية من مغلي البصل حيث تغلى بصلة متوسطة الحجم بعد فرمها مع لتر من الماء لمدة ثلاث دقائق ثم تصفى ويحقن فاتراً في الشرج وتكرر هذه العملية ثلاثة أيام متتالية على الريق ولا يتناول المصاب أي طعام حتى ظهيرة كل يوم خلال هذه الأيام الثلاثة. 2 مغلي الثوم: يؤخذ رأس ثوم كاملا وتفصص أفصامه ثم تفرم وتغلى مع كوب من الماء لمدة 30 دقيقة ثم يبرد هذا المغلي ويتناوله المصاب على الريق لمدة ثلاثة أيام متتالية ويمنع المريض من تناول أي طعام حتى وقت الظهيرة. 3 بذور وشحم الرمان: تؤكل بذور وشحم الرمان بعد تقشيرها بمعدل رمانة واحدة كل يوم على الريق وتكرر العملية لمدة ثلاثة أيام ولا يتناول المريض أي طعام إلا بعد الظهيرة وهذه الوصفة لجميع الديدان بما فيها دودة الإنكلستوما. الثوم الأسكارس دودة أو طفيلي الأسكارس واسعة الانتشار خصوصاً بين صغار السن ويبلغ طولها ما بين 25 - 35سم . وتعيش في الأمعاء الدقيقة وتتواجد في جماعات يتراوح عددها من 5-50 دودة في الجماعة الواحدة . تتغذى الأسكارس على الطعام المهضوم وتسبب ضرراً كبيراً للإنسان. يبلغ متوسط عمر الدودة 6 سنوات وأهم أعراضها هو إحساس المصاب بمغص متكرر بالبطن وفقدان الشهية للطعام والإرهاق وقلة النوم وخروج اللعاب من الفم وخصوصاً صغار السن ، وقد تخرج هذه الديدان من الفم فيصاب المريض بذعر وخوف شديدين . وقد تسبب الأسكارس انسداداً في الأمعاء أو تنحشر في أعضاء هامة في البطن كالزائدة الدودية أو فتحة الكبد أو البنكرياس مسببة أخطاراً كثيرة للمريض. علاج دودة الأسكارس: تقشر ثمار النارنج وتجفف بشكل جيد ثم تسحق ثم يؤخذ من هذا المسحوق ملعقة كبيرة وتمزج مع ملعقتي زيت زيتون وتؤكل بمعدل أربع مرات في اليوم وتكرر العملية لسبعة أيام حيث تبدأ الديدان في الخروج مع البراز بكل بساطة دون أي أعراض جانبية ويعرف خلو الجسم من الديدان عندما لا يرى أي دودة في البراز. كما يستخدم الجزر لطرد دودة الأسكارس والديدان المعوية الأخرى حيث تبشر كمية من الجزر الأصفر بمعدل ملء كوب وتؤكل مبشورة قبل كل وجبة طعام بنصف ساعة أي ثلاث مرات كل يوم ويكرر هذا العمل نفسه دون إهمال أي مرة لمدة ثمانية أيام متتالية فيتم التخلص من الديدان عامة بما في ذلك الأسكارس . ويشترط في هذه الوصفة ألا يكون المريض مصاباً بالإمساك. دودة الإكسيورس ينتشر هذا الطفيلي بين كثير من الناس خاصة الأطفال . وهذا الطفيلي عبارة عن ديدان صغيرة طول الدودة الواحد ما بين 8-10مجم في المتوسط وتعيش الدودة في أمعاء الإنسان . إلا أن بعضها يفضل الزائدة الدودية ، ورغم خطورة هذه الدودة إلا أن إعجازاً في الخلق وضعه المولى عز وجل في هذه الدودة التي تدفعها إليه غريزة الأمومة فبعد أن يتم التزاوج بين الذكر والأنثى في منطقة المصران الأعور بالأمعاء تموت الذكور مباشرة بينما تبقي الأنثى فترة تتغذى على فضلات الطعام وحينما يحين موعد وضع البيض فإنها تهاجر عبر القولون إلى خارج فتحة الشرج لكي تضع بيضها حول هذه الفتحة ويكون ذلك في العادة ليلاً. وعندما نعلم أن الأجنة في داخل البيض لهذه الدودة يجب أن تعيش في مكان به جو من الأكسجين حيث لا يوجد أكسجين داخل الأمعاء بل بالعكس يوجد غاز ثاني أكسيد الكربون السام ، عرفنا مغزى غريزة الأمومة التي تدفع هذه الدودة للهجرة خارج القولون حتى فتحة الشرج لتضع البيض في جو من الأكسجين لتفقس بعد حوالي 6 ساعات . وحينما تضع الأم البيض تموت مباشرة حيث انتهت مهمتها ووظيفتها الرئيسية وتمكنت من حفظ سلالتها. تتلخص أعراض المرض في ضعف وفقدان الشهية لتناول الطعام وعدم الاستفادة من الطعام الذي يتناوله المصاب فينشأ عن ذلك الأنيميا والضعف الشديدين . كما يشكو المصاب من الاستحكاك حول فتحة الشرج فيهرش المصاب بأظفاره مكان الاستحكاك مما ينتج عنه تسلخات بفتحة الشرج والتهابات هذا بجانب الأرق والتشنج الذي ينتج عنها ليلاً . وهذا الطفيلي يصيب الأطفال بصورة عامة ولكنها تصيب أيضاً البالغين وكبار السن ولكن بصورة أقل. علاج دودة الاكسيورس: 1 يستعمل منقوع شرائح البصل لطرد هذه الدودة حيث تؤخذ بصلة متوسطة الحجم وتقطع على هيئة شرائح وتنقع في كوب من الماء طوال الليل ثم يصفى في الصباح ويضاف له ملعقة عسل كبيرة ويحرك جيداً ثم يشرب على الريق ويكرر ذلك كل صباح حتى التأكد من طرد جميع الديدان. 2 يعطى الطفل في الصباح كوب حليب مغلي فيه 10 فصوص ثوم ويلي ذلك حقنة شرجية دافئة من مغلي الثوم بالماء . يكرر ذلك لمدة ثلاثة أيام. 3 يقوم الخل على قتل الديدان حيث يتناول المصاب ملعقة خل كبيرة ممزوجة مع كوب ماء ويؤخذ على الريق يومياً ولكن يجب عدم تناول أي طعام حتى الظهر ، وتكرر هذه الطريقة لمدة ثلاثة أيام على الريق. الرمان دودة أوطفيلي الإسكارس