إذا ما نظرنا حولنا في كل يوم فإننا سنجد هذه العبارة الجميلة قد أصبحت شعاراً نشاهده في شوارعنا وعلى تراب وطننا الغالي وعلى مطبوعاتنا اليومية والاسبوعية والشهرية , فما حظينا به من تشريف الله سبحانه وتعالى لهذا البلد بوجود الكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لهو أعظم تشريف , مما زاد من مسؤولياتنا تجاه ديننا ووطننا ومقدساتنا وأبنائنا ولعل الاهتمام البارز لقيادتنا الحكيمة لخدمة الإسلام والمسلمين و تحقيق الأمن والاستقرار خير دليل على أهمية توفير الأمن لينعم المجتمع بالطمأنينة والاستقرار لقوله تعالى : (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) لقد عمل الإسلام على استتباب الأمن الشامل في المجتمعات بكافة صوره وأنواعه بطرق عديدة وأساليب متنوعة، جعلت كل فرد يحس في قرارة نفسه، أنه المسؤول المباشر عن أمن أسرته وجيرانه ومجتمعه ووطنه، وعن سلامتهم واستقرارهم وازدهارهم، وفاءً منه لكافة الجهات التي ينتمي إليها ويندمج فيها ويرتبط بها، وردا للجميل الذي طوقت به عنقه، فقد روى الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم على بلادنا الغالية أمنها وعزها وأن يحفظ لنا ديننا ووطننا ومكتسباتنا من كل مكروه في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- , وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وزير الدفاع و الطيران والمفتش العام , وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي يشهد له الجميع بدون منازع انه رجل الامن الاول والعين الساهرة على سلامة هذا المجتمع . وعلى المستوى الأسري والديني والاجتماعي والوطني، فقد شرع الله تعالى في المجتمع الإسلامي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال تعالى:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ، وفي الحديث الذي رواه مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله : "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" وهذه دلالة واضحة على دور المسلم لتحقيق منظومة الأمن بمختلف مستوياته . وإذا ما اعتبرنا الأمن من أهم الأسس وأبرز القواعد التي يقام عليها صرح الحضارات، وهو السمة الاساسية التي يتميز بها الفرد المتحضر والمجتمع المتقدم والأمة الواعدة التي تدرك ما ينطوي عليه المناخ الآمن من عوامل حضارية فتية وعناصر فاعلة تقود إلى صنع مجتمع حضاري متقدم يحظى بالاستقرار وينعم بالسكينة ويتفيأ ظلال الأمن وحياة الرفاهية, فإن رقي الأمة ورفعتها يبدآن من تحقيق الأمن و الاستقرار من خلال أفراد المجتمع الواحد ولهذا السبب جاء اهتمام الدين الإسلامي بالأمن نابعاً من كون الحياة التي يدعو إليها تقوم على الاستقرار والتعايش من خلال توفر مقومات الأمن في المجتمع وعليه يحتل الأمن مكاناً بارزاً في المجتمع المعاصر، لاتصاله بالحياة اليومية. كما يعتبر الأمن نعمة من نعم الله عز وجل التي منَّ بها على عباده المؤمنين، لقوله تعالى: ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، لذا فإن الأمن هو مسؤولية الجميع بدءاً من الأجهزة الأمنية التي تقوم بوظائف أساسية لمنع الجريمة والحفاظ على النظام الذي يحقق الأمن ، وفي الوقت نفسه فإن المؤسسات التربوية والاجتماعية المختلفة تقع عليها أيضاً مسؤوليات أمنية، ترتبط بالتوعية والتربية والتوجيه لمنع الجريمة بشتى أنواعها والحفاظ على أمن الفرد والمجتمع وتحقيق التوازن لكافة جوانبه. واخيراً ان استنفار الطاقات وتضافر الجهود لمحاربة الإجرام والقضاء على أسبابه وتعقب المجرمين المخلين بالأمن متمثلة في الأفراد والهيئات والمنظمات الرسمية وغير الرسمية لدعم ومساندة الأجهزة الأمنية وذلك لتحقيق الأمن للجميع، وبجهود الجميع، باعتبار أن مهمة ضبط المجتمع وتوفيرالأمن ليست مهمة الأجهزة الأمنية وحدها، وإنما هي مهمة المجتمع ككل لتقف صفاً واحداً في وجه الانحرافات المخلة بالأمن مما يتطلب دراسة جميع العوامل التي تقود إلى مجتمع آمن وعلى جميع الأصعدة مع تحمل كل فرد في المجتمع مسؤولياته. *المدير التنفيذي