عرض المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي فيلمه الجديد Shutter Island ضمن مسابقة مهرجان برلين الدولي في دورته الستين التي اختتمت مؤخراً. ويقوم ببطولة الفيلم النجم ليوناردو دي كابريو في رابع فيلم يجمعه بالمخرج الكبير بعد الأفلام الثلاثة: (عصابات نيويورك 2001)، (الطيار 2004) و(المغادر 2006). ويشكل فيلم Shutter Island تحية للأفلام البوليسية الكلاسيكية عبر قصة مليئة بالتشويق تجري أحداثها في خمسينيات القرن الماضي يتلاعب مارتن سكورسيزي من خلالها بالمشاهد بمهارة تحبس الأنفاس معتمداً على رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الأمريكي دنيس ليان الذي تحولت رواياته السابقة إلى اثنين من أهم الأفلام الأمريكية في السنوات الأخيرة؛ هما: فيلم (النهر الغامض) مع كلينت إيستوود، و(غون بيبي غون) مع بين أفليك. ويلعب دي كابريو في الفيلم الجديد دور محقق يكلف بالتحقيق في قضية اختفاء امرأة في جزيرة - سجن يعتقل فيها مختلون خطرون. ويبدأ الشرطي تيدي دانييلز (ليوناردو دي كابريو) التحقيق مع مساعده (مارك روفالو) على جزيرة تضم مستشفى للأمراض النفسية يحظى بإجراءات أمنية مشددة لاستقبال المجرمين الخطرين. ويعدّ تحقيق الشرطة في الفيلم الحبكة الرئيسية للقصة التي تغوص بشكل مؤلم في البعد النفسي للإنسان. إذ تلازم الشرطي "تيدي" مشاهد رهيبة عن معسكر داشو النازي الذي شارك في تحريره وهو جندي شاب وكذلك ذكرى زوجته الراحلة (ميشال وليامز). وتمتزج هذه الرحلة الداخلية التي تقطعها رؤى كابوسية مع القصة المليئة بالترقب. وقد استخدم سكورسيزي فيها كل معايير أفلام التشويق وحتى الرعب: رحلات ليلية وسط العاصفة والمقبرة والصاعقة والظلال. وفي مقابل قصة المحقق هناك قصة أخرى لمدير المستشفى ومعاونه اللذان يسعيان إلى إخفاء كل ما يتعلق بالقضية لأسباب يكشفها سكورسيزي بهدوء ورويّة. ويؤدي هاتين الشخصيتين كلٌ من النجم البريطاني بين كينغسلي والسويدي المخضرم ماكس فون سيدو.