لحظات نادرة وحدها من استطاع أن يعيد إلى الصمت صوته لحظات محتجزة من عمر ذلك الزمن الذي أدمنا بُعده وتجاهل مشاطرتنا الانتباه وكثيراً ما أخذ من حياتنا ليبدأ بها حياته * * * لحظات تندفع بقوة إلى الذاكرة وكأنها ضوء الحياة وولادة الذات وتلك العاصفة التي تصل هادئة مسالمة وتعلن بعدها أنها سيدة الحضور وأريج الكلمات وألق يتجلى داخل ذلك النهار الذي كسّر كل سلاسل واقعه وماضيه وحقيقته * * * لحظات نادرة تخصني، وتقترب وكأنها ذلك المدى اللامتناهي من يمارس فعل الإصغاء؟ من يقود الآخر إلى عالمه دون بوصلة؟ من ينثر أضواءه الداخلية ليحتفل معنا بتطهره من البلادة والفراغ وأبدية الليل الطويل * * * اعتدت أن تتقبل تلك القوة الضاغطة وهي تثير وتنشر الأسئلة لمن كنتَ تلوم نفسك ولا تريد أن تلومها أو أن تفتح لها أروقة الخصام وتحمّل كوارث أعباء لم يكن لها حرية الاختيار في رفضها اعتدت كل تلك المتناقضات وضعف دواخل الغير وخطاباتهم الهلامية من أجل فرض الحصار * * * ثمة هم أعمق من أن يتفتت فجأة ويتناثر على طرقات الجهات الأربع ثمة جمود ظاهر يثيرك ويصر على المحافظة في أن يكون حاضراً * * * تنثر تلك اللحظات النادرة أوراقها وكأننا نفتح الباب لنطبع عليها كوارثنا الإنسانية ونتدثر معها بذلك المطاف الذي لا نهاية له * * * لحظات تنبت من زمن ضيق يستمتع بمجاورة الترحال اليومي والعطش المستمر إلى ذلك النبع الذي امتلك كل الفصول والأوقات ليواصل تدفقه لحظات ليست اختراعاً استعمارياً ولا إدانة لمن فقد نفسه - هي لحظات لاحتضان الحياة - وملامسة جذورها!!!