أبناء بلا هوية ولا تعليم ولا رعاية صحية يعيشون في منازل مهجورة وأكواخ من الصفيح والقش، مشردون ، هم ضحيايا لزواج غير نظامي فانحرموا من أبسط متطلبات الحياة . قضية في قصة أسرة احمد محمد سالم العقيلي سعودي الأصل والمنشأ لكن الفقر لازمه منذ طفولته ليقترن في شبابه بفتاة يمنية الجنسية من محافظة حجة ويقول : سبب زواجي هو سوء حالتي المادية التي لم تمكني من الزواج في وطني ، وجهلي بالنظام وما يترتب على ذلك من عقوبة وخلفت 7 ابناء وبنات حرموا من التعليم ومن كل شيء ينير درب حياتهم . أحلم أن أكون متعلمة بحزن عميق وألم تقول الفتاة جمعة 13 عاماً : احلم بأن اتعلم وأقرأ وأكتب ولكننا حرمنا من كل شيء حتى المجتمع ينظر الينا نظرة تشرد وفقر وضياع واننا بلا أصل ولا هوية . ولا يختلف عنها الطفل محمد فيقول : نريد المدرسة مثل اولاد جيراننا الذين يذهبون كل صباح لمدرستهم ، ونحن لا نتعلم لماذا لم تستقبلنا المدرسة ، كل عام يقول والدي العام الذي بعده سنلتحق بالمدرسة . الأب يقول : لا اجد قوت يوم هؤلاء الأطفال فلا يشربون الحليب الا من غنيمات معنا داخل المنزل ، وليس لنا دخل إلا العلب المعدنية الفارغة نجمعها من النفايات ومن بين ممرات المنازل ولكن بعد تعطل سيارتنا المتهالكة اصبحت اخرج على قدمي وولدي الكبير ونجمع في اليوم ما يقارب الكيس الواحد الذي لايتجاوز سعره ريالان فقط . الناحية الاجتماعية والنفسية تحدث د.محمد الحامد استشاري الطب النفسي وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي وقال : يعد مثل هذا النوع من القضايا ذات خطورة عالية على المستوى الاجتماعي لأن مثل هؤلاء الاباء غير مسؤولين عندما يقومون بزيجة غير قانونية ولا تتفق مع انظمة وقوانين البلاد تكون النتيجة تشرد الأبناء وضياع حقوقهم التي يكفلها لهم النظام ، فنجد الأبناء في مثل هذه القضايا لايحملون الهوية الوطنية وبالتالي يحرمون بموجب النظام من كل حقوق المواطن كالتعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي وكل ما اتاحته الدولة لرعاية مواطنيها ، ويكون السبب خلف هذا الأنانية المفرطة من الأب والأم على حد سواء . وتداعيات هذا الأمر قد تتسبب في انعزال الأسرة والأبناء عن المجتمع ومحاولاتهم الحصول على قوت يومهم وتصريف شؤون حياتهم بطرق غير نظامية وغير شرعية ، مما يولد لديهم حقدا على المجتمع الذي رفض ان يتبناهم وأن يجعلهم جزءا منه بسبب عدم نظامية أوراقهم الرسمية . وأما على الصعيد النفسي فبلا شك أن عزلة هذه الأسرة عن المجتمع وافتقارها لأساسيات الحياة الكريمة من مسكن مناسب ورعاية صحية وتعليم مجاني قد يصيب الأبناء بالعديد من الأمراض النفسية الناتجه عن مثل هذا النوع من العزلة ، كالاكتئاب ،والفصام العقلي، والقلق الدائم بشأن المستقبل بسبب افتقارهم للإحساس بالأمان بالدرجة الأولى ولمتطلبات العيش الكريم بالدرجة الثانية . مصيرهم التشرد وفي الجانب التربوي تحدث الأستاذ حسين مرعي الشاردي رئيس الوحدة الإرشادية التربوية في تعليم القنفذة وقال: بما أن التربية تقع على عاتق الاب والأم وبما أن الأثر القوي على شخصية الطفل يكون للأم بحكم التصاق الطفل بأمه وخصوصاً في السنوات الأولى من حياته مما يجعله اكثر تأثراً بأمه في العادات والتقاليد واللغة ، وهنا تجب الإشارة إلى أنه كلما كانت البيئات الاجتماعية والثقافية للزوجين متشابهة كان التوافق أكبر ، على عكس الزواج من بيئتين مختلفتين، هذا إن كان الزواج نظامياً ، أما إذا كان الزواج غير نظامي وبغير موافقة الحكومة سيكون مصير الأبناء التشرد والضياع وعدم الاستقرار وضعف التوافق الاجتماعي والتربوي والإحساس بالنقص والشعور بأزمه في النفس والخوف والقلق الدائم ، وقد تكون هذه الآثار سلوكية مثل العدوانية والانحراف . حسين الشاردي غرفة نوم تفتقد الى ادنى مستويات العيش الكريم دورة مياه المنزل