أكد الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن هناك حوالي ألفي متدرب سيبتعثون في برنامج خادم الحرمين الشريفين خلال الشهرين القادمين، إضافة إلى ألفي متدرب سيتم إلحاقهم بكلية إعداد المدربين التقنيين بالرياض وهذا مما يرفع من الكفاءة التدريبية لهؤلاء الخريجين. وقال الغفيص في حديثه ل»الرياض» إن لدى المؤسسة شراكات استراتيجية مع الكثير من الجهات والشركات من ضمنها شركتي ارامكو و سابك من خلال المعهد العالي للبلاستيك إضافة إلى شركات أخرى عبر المعاهد التخصصية. د. الغفيص متحدثاً ل«الرياض» وأوضح أن االمؤسسة من أكثر الجهات الحكومية التدريبية إلحاقا لمنسوبيها في برامج الابتعاث الخارجي حيث إن لديها الآن أكثر من 450 مبتعثا لدراسة مرحلة الماجستير وأكثر من 1500 متدرب ملتحقين بدورات تدريبية خارجية. ودافع الدكتور الغفيص عن المؤسسة بقوله إن المؤسسة لم تنشأ بقرار فردي وهي ليست متجراً ليأتي شخص ويقول إنه ليس لديه القناعة بعدم وجودها، داعيا من يتحدث عن مخرجات المؤسسة الاطلاع عن قرب ومن ثم الحكم على نجاح برامج المؤسسة من عدمها. «الرياض» كان لها هذا الحوار الموسع مع الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وهذا نصه: «الرياض» ما هي أبرز الإشكاليات التي تواجهها المؤسسة؟ «الغفيص»: أبرز الإشكاليات التعليمية التي تواجهنا هي النقص في توفير المدربين الأكفاء المتخصصين بالجانب التقني والتربوي حيث إن توفير الكوادر التدريبية المؤهلة أمر ليس بالسهولة وهناك حاجة كبيرة للمدربين في ظل توسع المؤسسة بمنشآتها التدريبية والتعليمية والمؤسسة لديها الكثير من المدربين المؤهلين نسعى لزيادتهم عن طريق برامج الابتعاث حيث تعتبر المؤسسة من أكثر الجهات الحكومية التدريبية إلحاقا لمنسوبيها في برامج الابتعاث الخارجي حيث إن لديها الآن أكثر من 450 مبتعثاً لدراسة مرحلة الماجستير وأكثر من 1500 متدرب ملتحقون في دورات تدريبية خارجية والنقص هنا شاملاً المدربين والمدربات وخصوصاً المدربات في برامج التجميل والتزيين النسائي حيث لا يوجد هناك الكوادر النسائية المتخصصة والمميزة في هذا الجانب لعدم وجود البيئة التي تغذي مثل هذه التخصصات لذا فان المؤسسة قامت بتخصيص الكلية التقنية بالرياض لإعداد المدربين التقنيين و يقوم بتشغيلها كوادر علمية من ألمانيا وهي مماثلة لما يتم تطبيقه في ألمانيا وذلك بتجميع الكوادر المميزة من الكليات التقنية وإلحاقهم بكلية متخصصة حيث تم توقيع هذه الاتفاقية والتعاون التدريبي أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين لألمانيا إضافة إلى ذلك فإن هناك برنامج خادم الحرمين الشريفين لإعداد المدربين التقنيين والذي يركز على ابتعاث الكوادر التدريبية المميزة بالكليات التقنية بالمملكة وسيتم الإعلان عن هذا البرنامج خلال الشهرين القادمين ونأمل بمشيئة الله أن يساهم هذا البرنامج برقي الكوادر البشرية الوطنية في الجانب التقني التخصصي كما أن هناك اتفاقيات موقعة مع بعض الدول المتقدمة كأيرلندا ونيوزلندا وكندا لإكمال المتدربين الوطنيين برامجهم الدراسية. "الرياض": كم عدد المتدربين الذين سوف يشملهم برنامج الابتعاث الخارجي؟ "الغفيص": هناك حوالي ألفي متدرب سيبتعثون في برنامج خادم الشريفين وهناك أيضا ألفي متدرب سيتم إلحاقهم بكلية إعداد المدربين التقنيين بالرياض وهذا مما يرفع بمشيئة الله من الكفاءة التدريبية لهؤلاء الخريجين حيث إن الجهات التعليمية دائماً ما تطالب بنوعية المخرجات والتي تعتمد بشكل كبير على البيئة التدريبية والتجهيزات و المناهج التعليمية والحقائب التدريبية التي يحركها بشكل أساسي العنصر البشري. "الرياض": هل مخرجات التدريب لديكم موائمة لسوق العمل؟ وكيف تردون على من يقول إن شركات مثل أرامكو وسابك لا تثق بمخرجاتكم؟ "الغفيص": نحن لدينا معاهد مشتركة وشراكات استراتيجية مع الكثير من الجهات من ضمنها شركة سابك في المعهد العالي للبلاستيك إضافة إلى شركات أخرى عبر المعاهد التخصصية من ضمنها شركة ارامكو عبر معهد شيفرون للخدمات البترولية في الدمام واخر في الأحساء وهنا أشير إلى أن رئيس شركة ارامكو ورئيس شركة الكهرباء ونائب رئيس شركة سابك للموارد البشرية ورئيس سامبا هم أعضاء مجلس إدارة بالمؤسسة و أعضاء مجلس إدارة المؤسسة هم من يرسمون سياسة المؤسسة وهو مما يضمن سلامة مخرجاتنا التدريبية ومواءمتها لسوق العمل وهو مما يدعونا ويدفعنا دائما إلى التنسيق المستمر بين المؤسسة وكافة الشركات بالقطاعين الحكومي والخاص كما أن الكثير من الشركات الكبيرة استقطبت خريجي المؤسسة حيث قامت شركة الاتصالات السعودية بتوظيف أكثر من سبعة الاف موظف من خريجي المؤسسة ويكفينا أن هناك 23وزيرا عربيا و170رئيساً لمنظمة وهيئة اشادو بتجربة المملكة بمجال التدريب كما أن العديد من الجهات طلبت عبر خطابات رسمية برامج المؤسسة لاعتمادها ضمن مناهجها التقنية ومنها إدارة معاهد التكنولوجيا التطبيقية في دبي وهناك تقدير للكثير من الجهات الخارجية لمناهج المؤسسة بينما البعض منا يمارس جلد الذات والاساءة دائما للمؤسسات التدريبية في بلادنا فنحن نؤمن بان أي عمل هو جهد بشري لا بد وأن يشوبه القصور وليس التقصير فبرامجنا ليست اجتهادات من مجموعة من الأفراد كما يصوره البعض بل اننا قمنا عبر خطوات كثيرة بالاستفادة من الكثير من التجارب الخارجية المتطورة والتي سبقتنا مثل ألمانيا واليابان وايرلندا وماليزيا وكوريا وكندا وأمريكا وأستراليا ونيوزلندا وأنا هنا أشير أيضا إلى أن مشاريع المؤسسة وبرامجها تم اعتمادها باالاستفاده من الخبرات والبرامج الدولية قبل إقرارها بكليات ومعاهد المؤسسة. ونحن دائما نرحب بالنقد ونسعد به من خلال الطرح الموضوعي المتزن لأن النقد الهادف يصحح المسار ولكن من ينتقد لا بد أن يكون ملماً بكامل المعلومات ومطلع على التفاصيل وأنا هنا عبر (الرياض) أدعو من يريد الاطلاع على أعمال المؤسسة فليأت ويرى فالشخص عندما يرى أمراً بعينه يختلف كلياً عن مجرد السماع فقط، فعندما كتب كتاب إعلاميون عن المؤسسة لم يكن عن طريق السماع بل قاموا بالحضور والاطلاع ومن ثم قالوا رأيهم بحيادية. «الرياض» هل أنتم راضون عن التجهيزات المتوفرة لدى المؤسسة؟ «الغفيص»: استطيع القول إن لدينا أفضل تجهيزات على مستوى الجهات التعليمية والتدريبية بالمملكة ويكفي للدلالة على ذلك أن أكثر من وزير عربي تفاجؤوا بإمكانيات المؤسسة عندما قاموا بزيارتها إضافة إلى أن مدير عام منظمة العمل العربي طلب أن تعمم تجربة المملكة على الدول العربية للاستفادة منها. وهذا ليس كلاماًُ للاستهلاك بل هو واقع ومن مبدأ الأمانة والذمة والضمير، ونحن نقول لمن يريد الاطلاع على برامجنا ومشاريعنا فعليه زيارة المؤسسة وسنرحب به ليشاهد ويقف على التجهيزات والبرامج ومن ثم يحكم. «الرياض»: هناك من قال علانية إنه لم يقتنع بالمؤسسة العامة للتعليم التقني والمهني. برأيكم هل هناك من يتحامل على المؤسسة؟ وكيف تنظرون لمثل هذا الطرح؟ «الغفيص»: المؤسسة لم تنشأ بقرار فردي بل أُنشئت عبر لجان متعددة وصدر فيها أمر ملكي وتنظيمها صادر من مجلس الوزراء. فالمؤسسة ليست متجرا ليأتي شخص ليقول أنا ليس لدي قناعة بعدم وجودها فهذا كلام غير مقبول فهذه مؤسسة حكومية أنشئت بناء على دراسات واحتياجات الوطن وبنيت على أسس ترغب الدولة من خلالها لإعداد كوادر عاملة تقنية ومهنية ولذلك تم اعتماد كلياتها ومعاهدها مع وزارة الاقتصاد والتخطيط ومع وزارة المالية وتم دراسة الخطة العامة للتدريب من قبل القطاع الخاص والغرف التجارية من ثم عرضت على مجلس الوزراء الذي اعتمدها إضافة إلى أن تقارير المؤسسة تدرس في مجلس الشورى الذي يوجد فيها صفوة أبناء الوطن ولهذا لا يمكن أن يأتي شخص ليملي قناعته الشخصية وأما من يتحدث عن مخرجات المؤسسة فلا ننسى أن هذه المخرجات تخرج لنا عمالة سعودية تقنية تعمل بأيديها فالدول المتقدمة كاليابان وألمانيا تقدمت بنجاح عمالتها التقنية فنحن بحاجة إلى أبنائنا الفنيين والتقنيين في ظل تزايد العمالة الوافدة التي تجاوزت السبعة ملايين وافد في المملكة مما يستوجب إعداد أبنائنا للمستقبل للنهوض بالقطاع الصناعي والتجاري والزراعي وبكافة قطاعات الأعمال وذلك بالاعتماد على الكوادر الفنية الوطنية. «الرياض»: كم نسبة الملتحقين ببرامج المؤسسة حاليا؟ «الغفيص»: نسبة الملتحقين بالكليات التقنية اقل من ثمانية بالمائة من خريجي الثانوية العامة وهذا يدل على حجم الإقبال على الكليات التقنية ولكن الطاقة الاستيعابية محدودة فهناك 73 ألف طالب تقدموا الفصل الدراسي الماضي لم يتم قبول سوى 15 ألف طالب فقط وأما المعهد العالي للبلاستيك فتقدم إليه أكثر من 15ألف طالب تم قبول 160 طالب فقط وأما على صعيد المعاهد النسائية فتقدمت 32 ألف فتاة تم قبول ألفي فتاة فقط وهذا يدل على الإقبال الكبير للطلاب والطالبات على كليات ومعاهد المؤسسة. «الرياض»: هناك مطالبات من قبل المبتعثين بالرغبة في تمديد فترة السنة التحضيرية الأولى والمخصصة للغة الانجليزية كيف تنظرون لهذه المطالب؟ «الغفيص»: الابتعاث له لوائح محددة ومعروفة لدى المبتعثين. ومبتعثو المؤسسة هم باالاساس موظفون لدى المؤسسة وليسو طلابا والمبتعث الذي يشغل وظيفة لدى المؤسسة من المفترض أن يكون لديه الخبرة والوعي الكامل بأهمية الالتزام ببرنامج التدريب خلال ابتعاثه وأن يكون على قدر المسؤولية حيث إن جهة عمل المبتعث بأمس الحاجة لهذا الموظف وأنا اعتبر فترة السنة لدراسة اللغة الانجليزية كافية وتغطي احتياجاته من الجانب اللغوي الذي يؤهله للجانب الأكاديمي وأما تحديد فترة ومدة البرنامج فإن ذالك راجع بحسب ما كان معد له في الجامعة المبتعث إليها والمؤسسة من جانبها تلتزم ببرامج هذه الجامعات. «الرياض»: هناك تساؤلات وعدم فهم للكثير للرسوم المالية التي تفرضونها على متدربي الفترة المسائية؟ «الغفيص»: أولا أريد أن أوضح نقطه مهمة وهي أن برنامج الفترة المسائية هو برنامج موازٍ للفترة الصباحية لخريجي الثانوية العامة وهو برنامج مجاني بدون أي رسوم مالية حيث إن المؤسسة طلبت من المقام السامي تغطية هذا البرنامج وجاءت الموافقة من المقام السامي بالموافقة على طلب المؤسسة وأما ما يلتبس على البعض هو أن المؤسسة استحدثت برنامجاً اخر لخدمة المجتمع والذي يقدم برامج تدريبية لموظفي الدولة والقطاع الخاص وهو البرنامج الذي يقدم برسوم ويعتبر خدمة للموظفين. وأما طلاب الفترة المسائية من خريجي الثانوية العامة كما أسلفت فلا يوجد عليهم أي رسوم مالية وهو ماقد يلتبس على البعض. «الرياض»: بعض الكليات بالجبيل الصناعية على سبيل المثال تأتي للطلاب فيها عروض التوظيف وهم على مقاعد الدراسة ماذا عن طلاب المؤسسة؟ «الغفيص»: طلاب المعهد العالي للبلاستيك قدمت لهم عقود التوظيف ليس وهم على مقاعد الدراسة فحسب بل قدمت لهم قبل أن يلتحقوا بالدراسة فلديهم عقود توظيف، حيث إن جميعهم تم توقيع عقود توظيفهم في اليوم الأول من التحاقهم بالمعهد وأيضا طلاب معهد الالكترونيات والاجهزة المنزلية بالدرعية ومعهد شيفرون لخدمات البترول لديهم عقود التوظيف وهم على مقاعد الدراسة حيث إن جميع المعاهد التخصصية التي تشرف عليها المؤسسة عقود توظيفهم تم توقيعها من قبل شركات القطاع الخاص في اليوم الأول من التحاقهم بهذه المعاهد التخصصية. «الرياض»: ماذا عن دعم المؤسسة لتقديم القروض التمويلية لطلابها؟ وما هي أبرز المعاهد المستحدثة؟ «الغفيص»: هناك قروض تقدمها المؤسسة بالتعاون مع بنك التسليف لدعم المشاريع والورش الصناعية تتراوح بحسب تكلفة المشروع، تصل في كثير من الأحيان إلى أربعة ملايين ريال لتجهيز هذه المشاريع حيث تقوم المؤسسة بإعلاناتها المستمرة باستقبال من لديهم أفكار مشاريع بتوفير التمويل اللازم لهم وإقامة دورة تدريبية لطالب التمويل مع إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع لتقديمها لبنك التسليف وأما فيما يخص المعاهد المستحدثة فهي كثيرة من ضمنها إنشاء معهد متخصص في الصناعات المطاطية سيفتتح بينبع ومعهد آخر للبلاستيك سيُنشأ في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إضافة إلى الكليات التي سوف تستلمها المؤسسة خلال العام الجاري حيث إن المؤسسة حاليا تستلم بمعدل شهري كلية ومعهدين، وهذا يعكس الأعمال التوسعية لمشاريع المؤسسة. «الرياض»: لديكم العديد من البرامج النسائية لدعم المرأة العاملة فماهي أبرز هذه الخطط؟ «الغفيص»: نسعى عبر الكثير من الخطط والبرامج إلى توطين مهنة المشاغل النسائية التي تنتشر فيها العمالة الوافدة ونحن وضعنا برامج لتنمية المنشآت الصغيرة ونسعى ونهدف لتمكين المرأة المواطنة من إدارة مشروعها الخاص بنفسها وتقديم الدعم الفني لتوفير عاملات سعوديات تقنيات بدلاً من الاستعانة بالعمالة الوافدة، إضافة إلى تقديم برامج تخصصية مثل برامج المحاسبة وبرامج فحص الاغذية وحجم الإقبال على هذه البرامج كبير بحمد الله من قبل الفتيات السعوديات والتي تجاوزت أعدادهن 32 ألف متقدمة.