المواجع .. دائماً لها آثار نفسية مدمرة على الإنسان، وعندما يُصاب بها لا قدر الله فإن مجرى حياته تتغير خاصة إذا كانت هذه المواجع أكثر من مرة فإنه يصبح في حال مؤسف وتشتد عليه الهموم والأحزان وما أصعب من الدمعة الحارقة عندما تسقط من العين لأجل غال كما حدث للشاعر الشيخ شالح بن هدلان الخنفري القحطاني عندما رثى ابنه وهو لا يزال على قيد الحياة: ما ذكر به حي بكا حي يا ذيب واليوم أنا بابكيك لو كنت حيا البعض منّا يمر بظروف المواجع، ولكن هناك مواجع تقتل الإنسان ألف مرّة إذا كانت قوية ولا يلام الإنسان إذا ظهر حزنه أو سمح لعاطفته أن تعبر عن مواجعها، نعم المواجع مؤلمة وقاسية وصعبة لا يطيقها الإنسان ونادر من يتحمّل أوجاعها ولا تمر في الحياة بسهولة وتبقى بصورتها المؤلمة عالقة في الذهن حتى وإن تجاوز الشخص صعوبتها فالمواجع هي سبب الشكوى ودموع العين كما أنشدت الشاعرة غيوض بمشاعر مؤلمة: لو بكيت دموع عيني ما تفيد وان شكيت الشكوى ما فيها مسد كل يوم يذوب في جسمي وريد أتصبّر مير ما عندي جلد وبدون شك إن المواجع تعزز في داخلنا الصبر والتحمّل وفي نفس الوقت تهز الكيان وتكشف للناس مدى صبرنا وقوة تحمّلنا، وفي هذا الشأن تقول الشاعرة نورة عبدالله الشبيلي: بعض الظروف اللي تمر بحياتي تهز وجداني.. وتشعل به أنوار تكشف خفايا القلب تكشف سماتي وتفيض أحاسيسٍ من أعماقي أشعار وخلال مرور الإنسان بمحطات المواجع في حياته – لا سمح الله – قد يشعر بإحساس الوجع ويكون هذا الإحساس أكثر ألماً وأشد قسوة على الروح خاصة إذا كانت هذه المواجع أصابت عزيزاً على النفس وتشاهده يتوجع ويتألم أمامك وأنت لا تملك من الأمر شيئاً سوى الدعاء وطلب العون من الله - سبحانه وتعالى – أن يشفيه من هذه المواجع، ولكن لطف الله دائماً يكون قريبا من الإنسان المؤمن الراضي بالقضاء والقدر.. والله لا يخيّب رجاء عباده السائلين. قبل النهاية للشاعر القطري حسن بن فرحان النعيمي: يا الله يا عالم خفيات الاحوال يا من على عسر الليالي نساله بآيات (عمّ) و(المعارج) و(الانفال) تفك مصيوبٍ عليك اتكاله