التشكيلي الدكتور فؤاد مغربل مواليد المدينةالمنورة عام (1370 ه / 1951م)، يحمل درجة الدكتوراه في التربية الفنية من جامعة هل ببريطانيا 2000م . رئيس قسم التربية الفنية بكلية المعلمين بالمدينةالمنورة، جامعة طيبة، ومدير جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة. كانت بدايته الفعلية في الرسم عندما تخرج من المدرسة الصناعية قسم (نقش وزخرفة) عام 1384ه. هذه المرحلة التي أجبرته على الانصهار فعلياً في الرسم وتكثيف حضوره الفني الذي بدأ فور تخرجه وامتد حتى الآن مكوناً عطاءً فنياً امتد لأكثر من 30 عاماً. أعماله مستمدة طاقتها من الموروث الشعبي الزاخر بعبق الماضي، والعادات والتقاليد الأصيلة، لأنه مبدع يرى ارتباطه بأرضه/ ترابه/ بيئته.. كل أنواع الإبداع الفطري.فالتراث بالنسبة لمغربل هو(المستقبل) الذي يستحضر الماضي، والحاضر بالنسبة له هو ما نعيشه. وكشأن سائر الحضارات الفنية الموجودة، التي توجد لتكون مكملة وإضافة لسابقاتها من الحضارات يحرص مغربل في معظم أعماله الفنية والفكرية أن يستمد من الحضارة الإسلامية، بروحانية القباب / المآذن/ المساجد.. لأنه يرى أنها حضارة معمارية ستظل شامخة.. ينهل منها أناشيد لونية، وابتهالات روحية. فالمسجد مثلاَ في أعماله يبنى على أساس روحاني عالي القيمة، فمن خلال (المسجد) انطلقت الفنون الإسلامية العامرة كالخط العربي/ العمارة/ الزخرفة.. وعلى مر العصور بقيت محافظة على رونقها وبهائها. ونعرف أن الحضارة الإسلامية بطبعها لا تعتمد على فن فردي بل هي عمل جماعي، وفي لوحات مغربل نلحظ هذا الملمح الفلسفي بجلاء عندما يرسم المسجد محاطاً بالعديد من التكوينات/ الزخارف/ النخيل في إشارة إلى التأثير والأثر الروحي للمسجد. يلتزم بألوانه الدافئة، لأنه يعكس تأثره في بيئته الصحراوية/الساحلية.. فأعماله بالدرجة الأولى تعكس ما يعيشه، وما يحسه وفق قدرات معينة يفرضها المكان/ الزمان. الدكتور فؤاد مغربل جرَّب كل أنواع المدارس الفنية من الكلاسيكي، وحتى أقصى ما وصلت إليه فنون ما بعد الحداثة؛ إلا أنه يصورها بطريقته الخاصة، التي ينتهج أسلوباً وإيقاعاً لونياً ما زال محافظاً عليه برغم ممارساته وتجريبه المستمر . فالمبدع هو من يلتزم بشخصية متفردة خاصة به يحدث من خلالها التطوير ويضيف ويساهم في البناء والخلق والابتكار والتجديد. ولعل في أعماله عن (المدينةالمنورة) التي تغلب على معظم أعماله الفنية تجسيد لذلك، ومطابقة عفوية لنهج الأسلوب/ التعبير. فمعظم أعماله تصوير لمعشوقته ( المدينةالمنورة) من عاشق وصلت ريشته حد الهيام، فرسم أرضها الطاهرة/ مآذنها الشاهقة/ قبابها الجميلة/ نخيلها الوارفة/ أبنيتها ومنازلها الشعبية/ ورواشينها / أناسها الطيبين. رسم رقصاتهم/ قصصهم/ أهازيجهم.. لوناً حرص على أن لا يترك شيئاً في حسن معشوقته (المدينةالمنورة)؛ إلاّ ورسمه.. تارة لوناً هائماً.. وتارة لوناً حالماً.. وفي أحايين كثيرة رسمها لوناً حانياً لماضيه/ حاضره. أعماله متنوعة ومتطورة.. ناقش من خلالها قضايا الإرهاب/ الحروب/ السلام، وشغل باله وألوانه بالوطن حباً/ ولاء. أسلوبه خاص يجمع بين التجريدية والتكعيبية في انسياب استطاع استمالته لصالح فرشاته التي تتدفق إحساساً عالياً ينطق ليلتمس برهافة الصدق، ويسجل كل ما يشعر به/ كل ما يتأمله. التشكيلي فؤاد مغربل سيظل عاشق المدينة الذي لم يكتب قصيدته اللونية حتى الآن في معشوقته ( المدينةالمنورة)، لكنه بالتأكيد نقش حبه بصدق في قلبها.