أعلنت موريتانيا رفضها التفاوض مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أو الإفراج عن أي من عناصره المعتقلين في سجونها، وقال قيادي بارز في الحزب الحاكم في نواكشوط ردا على مطالبة تنظيم القاعدة بإطلاق سراح أربعة من عناصره في موريتانيا مقابل الإفراج عن رهينة إيطالي وزوجته البوركيناوية، إن الحكومة الموريتانية "غير مستعد للتفاوض من إرهابيين ملطخة أيديهم بدماء أبناء الجيش الموريتاني،" وأضاف أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لا يمكن أن يساوم في هذه القضية وهي بالنسبة لموريتانيا قضية مبدأ وشرف، وقال "لو كان هناك احتمال للمساومة أو الإفراج عن إرهابيين لأدرجت أسماؤهم في قائمة مائة سجين موريتاني أصدر رئيس الجمهورية عفوا عنهم بمناسبة مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، وأكد أن المقارنة بين موريتانيا ومالي التي أفرجت عن مقاتلين من التنظيم غير واردة لأن "السلطات في مالي على ما يبدو تعتبر نفسها خارج التحالف ضد الإرهاب في المنطقة"، وتساءل هل "حكام مالي شركاء في الإرهاب أم في محاربته؟". وقال إنه على الأوربيين أن يتخلوا عن سياسة الكيل بمكيالين، فهم يرفضون التحالف مع الإرهابيين أو الاستجابة لمطالبهم، في وقت يضغطون فيه على حكومات المنطقة للرضوخ لشروط وإملاءات الإرهابيين من أجل إنقاذ حياة مواطنين غربيين. وبخصوص انتهاء المهلة التي حددها تنظيم القاعدة للإفراج عن معتقلين من عناصره في موريتانيا قبل أن ينفذ تهديده بقتل الرهينة الإيطالي، قال القيادي في الحزب الحاكم إن تلك المهلة "تعني الحكومة الإيطالية في المقام الأول، وهي المسؤولة عن التصرف بشأنها ولا يمكن أن يكون ذلك وسيلة لابتزاز موريتانيا". وكانت موريتانيا قد استعادت سفيرها في باماكو الأسبوع الماضي، احتجاجا على إفراج الحكومة المالية عن معتقلين من القاعدة من بينهم موريتاني، مقابل إخلاء القاعدة سبيل مواطن فرنسي اختطفته في شمال مالي في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي. ويحتفظ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي حاليا بخمسة رهائن غربيين من بينهم امرأتان، ويتعلق الأمر بثلاثة إسبان وإيطاليان، وقد اختطفوا جميعا داخل الأراضي المالية. وفي سياق متصل أعلنت الحكومة الموريتانية أنها تمكنت من إحباط محاولة تهريب أكبر كمية من المخدرات في تاريخ المنطقة، كانت تنقل في قافلة من السيارات تحت حراسة مقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الصحراء الكبرى، وقال التلفزيون الرسمي الموريتاني إن الاشتباكات التي وقعت يوم الجمعة الماضي بين وحدة من الجيش الموريتاني ومسلحين يرافقون قافلة لتهريب المخدرات على الحدود الموريتانية المالية، كشفت عن وجود تنسيق وتعاون وثيقين بين تنظيم القاعدة وشبكات تهريب المخدرات، وأضاف أن التحقيقات مع 18 مسلحا تم أسرهم خلال الاشتباكات المذكورة كشفت عن قيام تنظيم القاعدة بحماية وتأمين مهربي المخدرات في الصحراء الكبرى.