يأتي معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2010م، صورة حية من صور الاهتمام الكريم والرعاية المباركة من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – بالثقافة في بلادنا، بمؤازرة من ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسمو النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز – حفظهما الله – مما جعل مشهدنا الثقافي مشهداً حاضراً في مختلف المحافل الدولية. يأتي معرض الرياض الدولي للكتاب، محفل ثقافي سنوي، وتظاهرة ثقافية، تقيمها وتنظمها وزارة الثقافة والإعلام، بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية، والمؤسسات الثقافية بالمملكة، إلى جانب دور النشر المحلية، والأخرى الخارجية، التي تسهم بدورها في عرض وتقديم الكتاب إلى مختلف شرائح المجتمع، بكافة الاهتمامات الثقافية والتخصصات العلمية، والجوانب المعرفية. وقد قامت وزارة الثقافة والإعلام، خلال هذه الدورة من المعرض، بإعداد برنامج ثقافي اتسم بالتنوع، والتوازن..كما قامت الوزارة باختيار المكرمين في هذه الدورة من أصحاب المنتديات الثقافية في المملكة، وإسهامها البارز والمتميز فيما شكلته من روافد ثقافية، أسهمت عبر في النماء الثقافي، ضمن المسيرة الثقافية في مشهدنا المحلي، أخذاً بعين الاعتبار في هذا التكريم بمن كان من أصحاب المنتديات الأدبية على قيد الحياة، وأخذاً بنشاطها وبرامجها التي لا تزال تقدم بشكل متنوع وبصفة مستمرة، على أن يكون مضى على افتتاح المنتدى عشر سنوات، ولا تزال قائمة متجددة بالعطاء في مشهدنا الثقافي، كما جاء ضمن تكريمهم طباعة الوزارة لكتب خاص بسير أصحاب المنتديات الأدبية، إلى جانب عرض فيلم عن أنشطة منتدياته تم عرضه في حفل الافتتاح، كجانبين آخرين من جوانب الاحتفاء بهذه المنتديات وأهلها، سعيا حثيثا من وزارة الثقافة والإعلام إلى نهج حضاري إلى ترسيخ كافة مساراته وقنواته في الجوانب الثقافية، وفي الممارسات الإعلامية، بوصفه مسارا ومنهجا في إشاعة ثقافة الحوار، وقبول الرأي والرأي الآخر، والتصدي للأفكار المنحرفة، ومحاربة الغلو والتطرف، من خلال الحرص العملي على إشاعة الثقافة بين أفراد المجتمع والتواصل مع الثقافات الأخرى، هو سبيل أمثل في كسر احتكار الثقافة، والابتعاد بها ما أمكن عما يمكن وصفه بالبيئة النخبوية الثقافية، عطفا على جعل الثقافة متاحة لكافة شرائح المجتمع. وقد حرصت وزارة الثقافة والإعلام، عبر دورات معرض الرياض الدولي للكتاب، بألا يقتصر دور المعرض على مجرد بيع الكتب فحسب..لتتجاوز بهذه التظاهرة الثقافية الدولية إلى ما هو أعلى من الوقوف عند مستوى تجارة الكتاب، إلى جعله حراكاً ثقافياً، وحركة معرفية تتكامل في مساراتها عبر ما بذل لها من تخطيط وتنظيم، للارتقاء بما يقدم بصحبة الكتاب من أنشطة وفعاليات مختلفة، حيث يشارك في هذه الدورة أكثر من (60) باحثة وباحث من جميع مناطق المملكة، حيث اتسم البرنامج بتوازن مضامينه، وتنوعها بشكل يزيد من فاعلية أنشطة المعرض المصاحبة، إلى جانب حرص الوزارة إلى توجيه الدعوات إلى جمع من الباحثين والمختصين والمثقفين من خارج المملكة لحضور فعاليات المعرض. أما ضيف الشرف للمعرض في دورته الحالية فهو دولة السنغال، التي تشارك ضمن البرامج الثقافية المقامة على هامش المعرض، حيث ستقوم بتنفيذ عدد من الأنشطة الثقافية السنغالية، التي تحكي التنوع الثقافي السنغالي، إلى جانب الكشف عن دور السنغال في الحضارة العربية والإسلامية، إلى جانب ما ستقدمه عن التنوع الثقافي، والفنون الشعبية السنغالية، إضافة إلى ما سيقدم من ندوات عن الأدب العربي في السنغال، وما سيجده زوار المعرض من كتب ثقافية وأدبية كتبت باللغة العربية عن الآداب السنغالية، ومخطوطات في الجناح المخصص للسنغال..الذي سيتعرف زوار المعرض من خلال هذا الجناح على الإنسان السنغالي، والحياة الاجتماعية والثقافية، وما يزخر به السنغال من فنون شعبية مختلفة، إلى جانب ما تتميز به ثقافة السنغال الأدبية والإبداعية، وذلك عبر عدد من المحاور التي سيقدمها الجناح بصحبة الفعاليات التي سيسهم بها في ندوات المعرض، والتي يأتي من ضمنها التعريف بالكتاب السنغالي، والحركة الثقافية السنغالية عبر العصور الإسلامية، وتلاقحها مع مختلف أقطار البلدان الإسلامية وصولا إلى العصر الحديث في ظل العلاقات الوطيدة الراسخة بين البلدين، في ظل اهتمام بالغ من قيادتي المملكة والسنغال، كما سيسهم جناح الضيف الشرف في تقديم الكاتب والمؤلف والأديب السنغالي، وذلك عبر ماحواه الجناح من كتب سنغالية مكتوبة باللغة العربية، مما سيقدم الثقافة السنغالية إلى زوار المعرض عبر عدة قنوات ثقافية من خلال مشاركة الجناح ضمن عدة فعاليات سيقدمها خلال أيام فعاليات المعرض. وإلى جانب مشاركة السنغال ضمن هذا البرنامج بوصفها ضيف الشرف بالمعرض، فسيقام ضمن التنوع البرامجي الثقافي المصاحب، محاضرات وندوات، يأتي ضمنها: الأطباء الأدباء والأدب في حياتهم، الكتاب السعودي بين المؤلف والناشر والقارئ، الكتاب السعودي المترجم وقضاياه بوجه عام، وذلك في عدة محاضرات تتناول صناعة الكتاب السعودي والرقي به عبر طرح عدد من المحاور ذات الصلة المباشرة بواقع الكتاب السعودي، التي تقدمه واقعا، وتصف أمامه العديد من المسارات كرؤية يؤمل عليها الكثير في النهوض بالكتاب السعودي والرقي به، وذلك بمشاركة نخبة من المؤلفين، والناشرين، والمسوقين للكتاب والقائمين على توزيعه محليا. كما أن الحوار الوطني في المملكة، ودوره في تعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح، بوصفه منهجا يحظى برعاية قيادتنا الراشدة واهتمامها، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي اختط للحوار مسارا محليا وعربيا وعالميا، كان ولا بد أن يكون هذا المنهج وهذا الموضوع محور أساس في البرامج الثقافية المصاحبة للمعرض، فقد شهدت خطة البرنامج الثقافي لدورة المعرض الحالية ولأول مرة حواراً موسعاً مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وذلك مع المثقفين والمثقفات بالمملكة، إضافة إلى ما حواه البرنامج من طرح حواري فيما سيعرضه من ندوات طيلة أيام المعرض بمشاركة ستين باحثاً وباحثة من أنحاء المملكة. أما فيما يخص الناشر وحضوره في معرض الرياض الدولي للكتاب في هذه الدورة، فقد سعت الوزارة إلى حضور الناشر المحلي، وإعطائه ما يستحقه من حضور في أجنحة المعرض، عطفا على الاهتمام الكبير الذي تترجمه الوزارة تحقيقا للتوجيهات الكريمة السامية التي تولي المثقف والكتاب السعودي بالغ الاهتمام، بدعم مادي ومعنوي على المستويات المحلية والعربية والعالمية، الأمر الذي جعل من الناشر السعودي حاضراً بشكل رئيس وأساسي في كل دورة من دورات المعرض بما يتناسب مع المشاركة الدولية في المعرض، حيث يأتي هذا الاهتمام ضمن الاحتفاء بالمؤلف والناشر والكتاب السعودي على حد سواء، وقد بلغ عدد دور النشر المشاركة في المعرض لهذه الدورة 650 داراً من أكثر من ثلاثين دولة تشارك بأكثر من 250000 مائتين وخمسين ألف عنوان باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، حيث يشكل أغلب دور النشر المشاركة من مصر ولبنان والأردن وسوريا، إضافة إلى مشاركة أغلب الدول العربية والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والهند واليابان والسويد وقبرص وتركيا وإيران إلى جانب السنغال ضيف شرف المعرض لهذا العام.