أنا معلمة من معلمات هذا الوطن المعطاء ولي في الخدمة ما يقارب الست عشرة سنة عن مدة التقاعد التي حددتها الدولة لجميع معلميها من رجال ونساء وهي عشرون سنة أو أكثر من ذلك تقريباً فقصتي أنا معلمة لدي أطفال صغار ومن هؤلاء الأطفال طفل معاق لاينطق ولديه نشاط حركي زايد وجميع الحاضنات التي في بلدي رفضن هذا الطفل بحجة أنه يحتاج إلى رعاية خاصة وهن حاضنات وهذا الكلام حتى في الروضات الموجودة في بلدي الذي أقطنه رفضته أيضاً ولا يوجد في بلدي مدرسة فكرية لمثل هؤلاء الأطفال فو الله أنه سبب لي متاعب كثيرة جداً حيث إنني لا آخذ قسطاً كافياً من الراحة فانا أذهب أحيانا إلى المدرسة وأنا مرهقة لأنني لا أنام من الليل إلا ساعة أو أقل من ذلك فأنا لا أتركه في يد الخادمة لأنها لاتريده وهو على هذا الحال وأنا لا أستطيع تركه مع الخادمة عند الذهاب إلى المدرسة وأنتم تعلمون عن مشاكل الخدم مع الأطفال والأزواج وتقرؤون ذلك في الصحف والمجلات وفي الاعلام المرئي . إننا لا نريد إلا التقاعد المبكر فقط لكي نبقى بجانب هؤلاء الأطفال المساكين ونتفرغ لتربيتهم والذين هم أمانة عندنا وأمانه قبل ذلك عند مسؤولينا . فوالله لولا ديون البنوك بسبب السكن ومتطلبات الحياة الأخرى لاستقالت كثير من المعلمات وبقين بجوار أبنائهن واللاتي لديهن أطفال في مثل حالتي وأنا هنا لا اطلب مالاً في هذه الرسالة لأن دولتنا لم تجعل في هذا البلد محتاجاً مطلقاً ولكنني أقول التقاعد ثم التقاعد فماذا نفعل وماذا تفعل من لديها مثل ابني ومن مثله من أبناء المعلمات وكذلك الأطفال الصغار سواء أكانوا معاقين أم أصحاء ومنهم من في حاجة لأمهاتهم دائماً حتى سن المدرسة ..