سمعتُ يوم أمس الأول شريطا إسلاميا يتحدث عن تاريخ المؤامرة على المرأة المسلمة. سرد طويل للمؤامرة الكافرة السافرة على أخواتنا المسلمات. قائمة بالمتعاونين والمتعاونات من أبناء المسلمين. خانوا أمانتهم ودينهم وضلعوا في المؤامرة الصليبية. أرعبني الشريط. المؤامرة تتخذ أشكالا كثيرة ومتنوعة. تأتي تحت مسميات براقة لا حصر لها. من الصعب على المرء المسلم أن ينام لياليه التالية هانئا بعد سماع هذا المخطط الرهيب. لابد من التفكير بجدية في إيقاف هذه المؤامرة. إذا أخذنا بما جاء في الشريط فنحن نواجه عملا تدميريا لا يبقي ولا يذر. كل شيء فهمته. خيوط المؤامرة تاريخها، الطرق والوسائل وأسلوب إنجازها، لكن يبقى شيء واحد لم أفهمه. لماذا يتآمر الغرب على المرأة المسلمة؟ أقترح إرسال وفد إسلامي رفيع المستوى إلى أوروبا وأمريكا واستراليا وكندا . يتم انتقاؤه من خيرة الأحزاب الإسلامية. يسعى هذا الوفد لانجاز مهمتين: الأولى البحث عن المركز الذي ينظم هذه المؤامرة. التعرف على مقر الإدارة العامة لشؤون المؤامرة على المرأة المسلمة. أين يقع؟ من هو رئيس هذا التنظيم الهائل المستمر منذ عقود؟ مِن من يتلقى أوامره وتحت أي ميزانية يحصل على التمويل؟ هل هو جزء من مؤسسات الاتحاد الأوروبي أم انه تابع للكونجرس الأمريكي؟ إذا توصلنا إليه وتعرفنا على القائمين عليه ننتقل إلى المهمة الثانية. الدخول معهم في حوار صريح وجدي. سؤالهم بكل استقامة: ليش مستقصدين المرأة المسلمة؟ لماذا تتركون المرأة البوذية، المرأة الأفريقية، المرأة السنسكريتية. ثم ندعوهم لزيارة العالم الإسلامي بلدا بلدا. من الواضح أن هؤلاء يتآمرون دون أن يعرفوا على من يتآمرون. ندعوهم لمشاهدة المرأة المسلمة على الطبيعة. أظن أن هؤلاء يتحركون وفقا لتصورات خاطئة. افتراضات غير واقعية. هل تستحق المرأة المسلمة كل هذا التخطيط والتدبير والترصد. ندعوهم في جولة على البيوت. من كابول إلى مقديشو. يرون كيف تعيش وكيف تعامل وكيف هي في بيت زوجها وفي الشارع. نطلب منهم الاطلاع على الإحصائيات التي تصدر من مؤسساتهم. أكثر من تسعين في المائة من النساء المسلمات يعشن تحت خط الفقر. لماذا تتآمرون على إنسان فقير؟ في تسعين في المائة من الدول الإسلامية تعيش المرأة المسلمة بلا حقوق مدنية. لماذا تطاردون كائنا بلا حقوق في وطنه وعلى أرضه. يجب أن يعرف هؤلاء المتآمرون أن المرأة المسلمة لا تستطيع أن تتحرك حتى في بيتها إلا بأمر رجلها. لا تستطيع أن تلبس إلا حسب ذوق رجلها. لا تستطيع أن تعالج في مستشفى إلا بموافقة رجلها. لماذا تتآمرون على إنسان على هذا المستوى من التعاسة. من واجب وفدنا الإسلامي أن يحرك الجانب الإنساني عند المتآمرين. إحصائية واحدة تعرض على هؤلاء المتآمرين ستبدد جهلهم بواقع المرأة المسلمة. هل المرأة المسلمة عدو يستحق كل هذا العناء والأموال والمتابعة عبر عقود من السنين. صدقوني إذا عرف الأوربيون خصمهم فسوف يضحكون على أنفسهم من صغر عقولهم.