اختتمت في البحرين عروض مهرجان أوال المسرحي السادس بمشاركة فرق مسرحية من لبنان وفرنسا والمملكة إلى جانب عروض الفرق المسرحية البحرينية. وقدمت الفرق المسرحية المشاركة خلال أسبوع المهرجان اتجاهات فنية بارزة في المسرح فمن العروض الاجتماعية إلى مسرح الجسد الصامت وفرقة (أمواج ونوارس) السعودية وصولاً إلى (المونودراما) مع الفنان اللبناني رفيق علي أحمد وكذلك فرقة ثنديربيرد الفرنسية. وكان المهرجان قد افتتح بمسرحية "الأشباح" لفرقة أوال البحرينية، إلا أن العرض البحريني جاء مخيبا للآمال على مستوى النص محمد الماجد والإخراج أحمد الصايغ ما دفع الفنان القطري غانم السليطي إلى القول: "إن مثل هذا النوع من المسرح يكون عبئا على الممثل وليس على المخرج". مشيدا بالممثلين، قائلا: لولا جودة أداء الممثلين في العرض لما كنا عرفنا إلى أين ستذهب الأمور. معلنا: أن الممثلين حملوا أحاسيسهم كلمات خالية من الأحاسيس، وهذا أداء صعب. وتروي مسرحية (الأشباح) حكاية شاب فقير (خليل مطوع) يدخل عليه رجل مسن (محمد عواد) ليخبره أن في منزله كنزا.. وفي نهاية العرض نكتشف أن الكنز هو صندوق يخرجه طيف الأم الميتة (برفين) ليظهر منه ورقة بيضاء، يطلب من الشاب الفقير المذهول أن يكتب عليها بالدم!. وعلى هذه النقطة يعلق الفنان القطري قائلا: إن هذه الجملة كانت تناسب زمن السبعينيات زمن الثورات والخلاص والقومية، معتقدا أن هذا ليس له علاقة بالمسرح وأن المؤلف لم يكن له علاقة بالمسرح. ومن جانبه اكتفى مخرج العرض المسرحي أحمد الصايغ بالقول مجيبا بأنه لا يرد على الأستاذ غانم السليطي. العرض السعودي.. مدهشا! فرقة (أمواج ونوارس) السعودية، القادمة أخيرا من المشاركة في مهرجان الخرافي المسرحي في الكويت؛ استقبلت بذات الدهشة الكويتية من أقطاب الحركة المسرحية البحرينية، حيث اشاد الفنان محمد عواد بالعرض السعودي معلنا أنه تفاجأ بمسرحية (مجرد؟ لا أكثر) وبمخرجها الشاب عقيل خميس؛ مضيفا بأنه صار يحسب "ألف حساب للمسرح السعودي" بعد هذا العرض وهي الجملة التي قالها في الكويت نقيب الفنانين الكويتيين الدكتور نبيل الفيلكاوي. من جهته قال الفنان عبدالله ملك إن العرض السعودي يستحق أن يكون عرض الافتتاح من شدة إعجابه بعرض (أمواج ونورس) مؤكدا أنه كان حريصا على مشاركة العرض السعودي بعد أن سمع من زملاء له في مسرح (أوال) بأهمية عرض المخرج عقيل خميس في (مجرد؟ لا أكثر) خلال مسابقة مسرح الدمام العام الماضي. المخرج البحريني عبدالله السعداوي أشاد بالمسرح السعودي عبر الحديث عن العرض السعودي الذي جاء خاليا من الكلام ومتوسلاً أسلوب مسرح الجسد في بناء عرض درامي صامت: "إن هذا العمل يمثل نسيجاً متكاملاً" مؤكدا أن الصمت يعتبر نصا والتعبير يعتبر نصا، أيضا. في الطرف المقابل دافع الممثل المسرحي السعودي حسين اليوسف عن الصورة النمطية عن المسرح السعودي مؤكدا أن المسرح السعودي موجود "ونحن نعمل منذ سنوات وندعوكم لكي تأتوا وتشاهدوا أعمالنا" مشددا على أن المسرح السعودي راقٍ ولكن ينقصه الدعم المادي والإعلامي. "جرصة".. رفيق علي أحمد عرض الفنان اللبناني رفيق علي أحمد كان حديث مهرجان أوال؛ مسرحية المونوردراما "جرصة" من تأليف وإخراج وتمثيل صاحب "آخر أيام سقراط"، استطاعت أن تشد انتباه الجمهور خلال ساعة وثلث الساعة في عرض مونودرامي (ممثل واحد) علما أن مثل هذه العروض عادة ما تكون مملة وتقوم على "الثرثرة" مثل العرض الفرنسي؛ إلا أن عبقرية رفيق علي أحمد كانت عصية على أن تقيم عرضاً مسرحياً غير متكامل، فمن الشخصيات العديدة والمركبة وتنقلاته المتقنة بينها إلى مكابدته البالغة كفنان في مسرحية عرت الواقع اللبناني (طائفيا) ومن ورائه العربي بسخرية وكوميدية بلغت حد الكوميديا السوداء؛ عبر مسرحية ذات فنان يشعر بالتهميش داخل بيته إلى الخارج المكتظ بالزيف السياسي، متوسلا، لغة وحوارا متعدد المستويات السردية والزمنية. مسرحية "جرصة" والتي تعني، لبنانيا الفضيحة، قدم فيها رفيق "خطبة لاذعة ضد رجل جالس" حسب تعبير ماركيز.. إلا أن الخطبة بدأت ضد زوجته التي اتهمته في "رجولته" وانتهت متشظية لتحيل العرض من فردي إلى ملحمي، يروي سيرة مجتمع يحتضر في جسد فنان وعاشق للمسرح اسمه رفيق علي أحمد. رئيس الوفد السعودي الدكتور عبدالله المحسن قال إننا شاهدنا في العرض تلك الشخصية المطحونة متألمة من ويلات الحرب والاضطراب السياسي. يذكر أن عرض "جرصة" بدا في لبنان عام 2007 ولا يزال رفيق علي أحمد يقدمه في المهرجانات والتي كان آخرها مهرجان الفجيرة المسرحي؛ مسرحية المونودراما المسرحية الفرنسية (الرؤوس المتحدثة) شهدت انسحابات من قبل الجمهور، ليس بسبب حاجز اللغة الفرنسي وحسب وإنما بسبب أن العرض اعتمد على الكلام فقط والحركة ما أفقد الجمهور حالة التواصل المسرحية. كما كرم المهرجان في آخر أيامه عددا من الشخصيات المسرحية والأدبية في البحرين يتقدمهم الشاعر قاسم حداد وابراهيم بحر وأحمد صايغ وابراهيم بوهندي وعقيل سوار، يذكر أن مسرح أوال تأسس عام 1970 وهو يقيم سنويا مهرجانا مسرحيا دوليا في عاصمة البحرين المنامة.