قال موقع «تك ديبكا» الإسرائيلي ان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون صرحت لصحفيين فجر أمس (الثلاثاء) وهي في طريقها إلى بوينس ايرس، بان احتمال فرض عقوبات اضافية على إيران ليس وارداً حالياً، وربما سيتأخر ذلك عدة أشهر دون تحديد. وهذا يعني ان ادارة أوباما أنهت فجأة الضغط على إيران، في الوقت الذي بدأت فيه آثار الضغط بالظهور في طهران. وجعلت القيادة الإيرانية تقتنع بأن عقوبات الولاياتالمتحدةالجديدة سياسية فقط. وقالت كلينتون: «نحن نتقدم بسرعة خاصة في مجلس الأمن. أنا لا استطيع أن اعطيكم تاريخاً محدداً، لكني افترض ان شيئاً ما سيحدث خلال الأشهر القادمة. والأسبوع الماضي قالت كليننتون في حديثها أمام لجنة الخارجية الأمريكية ان العقوبات المشددة ستفرض على إيران خلال 30 - 60 يوماً فقط. هذا وتقوم وزيرة الخارجية بزيارة بدأت أمس الثلاثاء لكل من الارجنتين والبرازيل لحثهما على دعم العقوبات. وقال الموقع نقلاً عن مصادره في واشنطن انه قبل ستة أيام وبالتحديد خلال زيارة وزير الدفاع باراك لواشنطن، أبلغته كلينتون ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس ان العقوبات المشددة على إيران ستدخل حيز التنفيذ نهاية شهر مارس الجاري وكان الوزيران الأمريكيان يتحدثان بكل ثقة حتى انهما اتفقا مع باراك على أن يقوم بزيارة أخرى لواشنطن بعد شهر أي بعد فرض العقوبات عملياً. وذكرت مصادر الموقع في إيران ان القيادة الإيرانية كانت واثقة الأسبوع الماضي من أن الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية على وشك تشديد العقوبات على طهران خلال شهر مارس. وكان أحد أهم أسباب قلق الإيرانيين التسريبات الصحفية من جانب الادارة الأمريكية خلال الاسبوعين الماضيين، والتي كانت تشير إلى فرض عقوبات على التعاملات البنكية وعلى حرس الثورة الايراني، وان الولاياتالمتحدة، لن تنتظر موافقة مجلس الأمن، بل ستشرع بهذه العقوبات بنفسها بالتنسيق مع عدد من الدول المركزية في أوروبا. وكانت زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد الخميس الماضي لدمشق نتيجة لهذه الأنباء، وأبلغ نجاد خلال زيارته الرئيس السوري بشار الأسد، وزعيم «حزب الله» حسن نصر الله، وقادة بقية المنظمات الفلسطينية الذين التقاهم، بأن إيران لن تخضع للعقوبات عليها، وان المنطقة على شفير اندلاع حرب اقليمية جديدة. ولكن الآن جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون ورفعت دفعة واحدة هذا الضغط الأمريكي من على إيران، بإشارتها بأن العقوبات المشددة لن تفرض ربما حتى في صيف 2010. وقالت مصادر الموقع الخاصة ان هذا الموقف الأمريكي الجديد أربك سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حيال إيران، وتحركات وزير دفاعه باراك اللذين كانا متأكدين من توصلهم إلى تنسيق كامل مع واشنطن إزاء ضرورة تشديد العقوبات على طهران بأسرع وقت ممكن. لأنه على أساس هذا التنسيق زار نتنياهو موسكو قبل اسبوعين لبحث مسألة العقوبات وتزويد إيران بالأسلحة الروسية. كذلك قام وفد إسرائيلي برئاسة كل من نائب رئيس الحكومة موشي يعالون، ومحافظ بنك إسرائيل ستانلي فيشر بزيارة لبكين نهاية الأسبوع الماضي لاقناع الصينيين بالانضمام لقائمة الدول المؤيدة لتشديد العقوبات على إيران. لكن يبدو أن تصريح وزيرة الخارجية الامريكية المفاجئ، لم يربك الخطوات الاسرائيلية فحسب، بل يرسل اشارة لموسكو وبكين مفادها أن العقوبات ليست على درجة عالية من الاهمية كما قالت لهم اسرائيل.