أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، وقال الدكتور الوهيبي، لقد اهتمت هذه البلاد المباركة حكومة وشعباً بقضية فلسطين منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله، وفي عهد أبنائه الكرام من بعده، فأيدوا حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه، وهبوا لمساندة الشعب الفلسطيني في كل نازلة على الأصعدة كافة. وأضاف الوهيبي قائلاً" إن الجهود المباركة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين لرأب الصدع بين الفرقاء، ودعوته أيده الله إلى وحدة الصف وجمع الكلمة، وإن حملة خادم الحرمين -حفظه الله-لإغاثة الشعب الفلسطيني، كل ذلك وغيره صورة مشرقة من صور الدعم السعودي المستمر والفاعل للقضية الفلسطينية". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور صالح الوهيبي في افتتاح "ملتقى القدس" الذي تنظمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي بقاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز والصالة الرياضية في مدارس الرياض. وقد حضر حفل افتتاح الملتقى مساء أمس السفير الفلسطينيبالرياض وعدد كبير من العلماء طلبة والعلم والمفكرين والمختصين بالقضية الفلسطينية، وبدأ الحفل بالقرآن الكريم ثم الأناشيد الترحيبية قدمها شباب الندوة بجازان، ثم كلمة للضيوف ألقاها المفكر الإسلامي الدكتور عبدالحليم عويس شدد فيها على دور المملكة قيادة وشعباً في دعم الشعب الفلسطيني، ومساندة القضية الفلسطينية التي هي قضية المسلمين جميعا. وقال: بصفتي ممن يعون تاريخ المملكة جيداً، وممن عاشوا على ترابها أكثر من عقدين من الزمان وأعيش مع أهلها روحاً وقلباً وفكراً فأنا أعرف الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني . وأضاف د.عويس قائلاً: مع مطالع القرن الرابع عشر للهجرة بدأت خمائر تكوين دولة الملك عبدالعزيز تختمر يقودها رجل واحد وحوله أسرته وشعبه، وبدأ الرجل يضع اللبنات الأولى لدولته ويعيش أولاده التجربة معه لا يتكلمون معه كثيراً لكنهم يعيشون التجربة عملياً و"العمل خير أستاذ". ولم تمض سنوات قليلة حتى بلغ ابنه الفيصل سن الفتوة الرابعة عشرة من عمره فأرسله أبوه مندوباً لزيارة بريطانيا وفرنسا، وكانت بريطانيا الدولة التي لا تغرب الشمس عن أرضها وخرج الفتى ومعه رسالة أبيه ووفد يستطيع مخاطبة البريطانيين والفرنسيين بلغتهم من العاملين والمحبين والمؤمنين بتجربة عبدالعزيز وبأهدافه الإسلامية. ووصل الفيصل إلى بريطانيا يحمل رسالة أبيه، وقابله البريطانيون بغير اهتمام بناءً على مقاييسهم المادية وبفتور ولا مبالاة، وصبر الفيصل وسلم رسالة أبيه، وخرج فوراً من بريطانيا إلى فرنسا، وفوجئت بريطانيا بالأمر، وعرفت أنها أمام معادلة إيمانية لا تأبه بالمعادلات المادية، فأرسلت فريقاً يضم بعض الوزراء إلى فرنسا ليعتذر للفيصل ويرجو أن يعود إلى بريطانيا، ولما عاد الفيصل استقبلوه استقبال الملوك، وأعدوا له زيارة رفيعة المستوى مكنوه من الاطلاع على مصانعهم ومظاهر قوتهم، ثم ودعوه بما هو أهله، فزار فرنسا مرة أخرى، ثم عاد إلى أبيه في الرياض، وكان لهذه الزيارة الفيصلية أثر بالغ في اعتراف بريطانيا بالمملكة الناشئة. وأكد الدكتور عويس أن المعادلة الإيجابية الحاضرة دائماً هي مرتكز أساسي إستراتيجي لتحرك المملكة على الأصعدة كافة. ثم عرض أوبريت عن دور المملكة في نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس والأقصى الشريف. جانب من الحضور وألقى الدكتور صالح الوهيبي كلمة رحب فيها بالضيوف وشكر الحضور داعياً الجميع إلى الالتقاء في القدس محررة عائدة إلى أهلها الذين هم أحق بها. وقال الوهيبي إن قضية فلسطين هي من أهم قضايانا المعاصرة، لما لفلسطين من مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وهي قضية تعدٍّ سافر على أشقاء في العقيدة والدين وهي قضية وطن سليب يزخر كل شبر فيه بمعلم أو أثر لحضارتنا الإسلامية العريقة، بل هي أرض بارك الله فيها ذات سجل تاريخي حافل، ففيها ولد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وإليها أسري بنبينا صلى الله عليه وسلم، ووطئ ثراها الطيب كثير من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فيها المسجد الأقصى ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال. وقال الوهيبي لقد اهتمت هذه البلاد المباركة حكومة وشعبا بقضية فلسطين منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله وفي عهود أبنائه الكرام من بعده.. فأيدوا حقوقَ الشعبِ الفلسطيني في وطنه، وهبوا لمساندة الفلسطينيين في كل نازلة على الأصعدةِ كافة ومن خلال الأجهزة الرسمية والأهلية. وإن الجهود المباركة التي بذلها خادم الحرمين لرأب الصدع بين الفرقاء، ودعوتَه أيده الله إلى وَحدةِ الصف وجمعِ الكلمة، وإن حملةَ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله - لإغاثة الشعب الفلسطيني.. إن كلَّ ذلك وغيرَه صورٌ مشرقة من صور الدعم السعودي المستمر والفاعل لهذه القضية. وأكد الوهيبي ان الندوة العالمية يشرّفها أن تنظّم (ملتقى القدس) من أجل غايات مهمة منها: إبرازُ أبعادِ الدور السعودي في خدمة القضية الفلسطينية، وتبيانُ عدد من الحقائق التاريخية لهذه القضية، والسعيُ لإبقاء هذه القضية ماثلةً وحيةً في الوجدان المسلم، مع إتاحة المجال أمام فئات المجتمع للتعبير عن مشاعرهم تجاه إخوانهم في فلسطين من خلال العديد من برامج الملتقى وفعالياته. وقال: وأود أن أنوه بهذه المناسبة إلى أن الندوةَ العالمية مستمرة في مساندة الصمود الفلسطيني، من خلال تقديم الإغاثة، ودعم تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وتوفير المنح الدراسية والبرامج التعليمية والتربوية والفكرية والاجتماعية للشباب والطلاب - ذكورا وإناثا - في فلسطين. وكذلك التعاون الوثيق مع عدد من الجهات المعنية بالقضايا الإنسانية في فلسطين على الساحة العربية والدولية، وأخص منها: منظمة الأونروا، وهيئة الإغاثة الإسلامية، وعشرات المنظمات في داخل فلسطين. وجدد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي شكره الخاص لمقام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ولجميع أبناء هذا الوطن على تبني هذا الملتقى ودعمه.