سيصدم المتابع لدوري (زين) السعودي للمحترفين بمجرد عودة قطار الدوري للتحرك من جديد في 14 مارس الجاري أن الدوري الذي توقف لمدة 40 يوماً سيعاود التوقف من جديد بعد أربعة أيام من دوران عجلاته؛ ولكن هذه المرة إيذاناً بدخوله محطته الأخيرة، وذلك في 18 مارس ليعلن انفضاض سامر الدوري الذي استمرت مسيرته (غير الفعلية) سبعة أشهر كاملة. وحين أقول مسيرته غير الفعلية؛ فلأن قطار الدوري توقف في ثلاث محطات منذ بدايته في 18 أغسطس الماضي وحتى نهايته في 18 مارس الجاري، وقد بلغ مجموع أيام توقفاته 70 يوماً، أي أن الدوري لم يلعب فعلياً سوى لمدة 4 أشهر و20 يوماً، وهو ما يخالف فعلياً عملية استيفاء الشروط العشرة التي أقرها الاتحاد الآسيوي لدخول دوري المحترفين، إذ يؤكد الشرط الثاني على حتمية "أن تستمر فترة الموسم الكروي التي تتضمن الدوري والكأس ومباريات ما قبل الموسم عشرة أشهر في موسم 2011/2012، فيما تكون فترة دوري الدرجة الممتازة ابتداء من 2009 (7) أشهر على الأقل، لتصل إلى 8 أشهر في الموسم 2011/2012 ويكون الدوري بنظام الذهاب والإياب". قد يقول قائل بأن الدوري شهد إقامة مباريات خلال فترات التوقف، وهو قول صحيح، لكن ما ليس صحيحاً هو أن تلك المباريات إنما كانت مؤجلة من جولات سابقة، وليست مدرجة سلفاً في روزنامة الدوري، إلى درجة أن بعضها تأجل لسبعة أشهر إلا قليلاً كمباراة النصر والحزم المؤجلة من الجولة الأولى في 18 أغسطس الماضي إذ لم تلعب إلا في 25 فبراير الماضي، ثم إن التسويف في لعب المباريات المؤجلة كان واضحاً وغير مبرر بدليل أن المباراة المؤجلة من الجولة السادسة بين الاتحاد والوحدة قد لعبت في الأول من فبراير الماضي لوحدها، في حين كان بمقدور لجنة المسابقات إدراج مباريات أخرى في ذات اليوم، بيد أنها لم تفعل. إن الطريقة التي تعتمدها لجنة المسابقات في إدارة روزنامة الدوري بما فيها من تجاوز على شروط الاتحاد الآسيوي، فإنها في ذات الوقت أفسدت على الدوري متعته، وغيبت إثارته، بل إن مثل هذه الآلية الغريبة التي يتفرد بها الدوري السعودي في تركيب المباريات المؤجلة قد يضر أيضاً بالمنافسة الشريفة من جهة إمكانية التلاعب في المباريات على غير صعيد، سواء من جهة المنافسة على الصدارة أو الهبوط، بل حتى في تأثيرها في السباق على مراكز الوسط لما له من أهمية في تحديد المتأهلين لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. سئلت ذات حوار تلفزيوني بعد ان شبهت طريقة صناعة روزنامة المسابقات الكروية السعودية بطريقة صناعة (البيض المسلوق) عن أسباب سوء برمجة المسابقات، فقلت بوضوح أن الأمر لا يعدو سببين، فإما أن أعضاء اللجنة لا يفقهون شيئاً في مثل هذا النوع من البرمجة، أو أنهم يعتقدون أن المعنيين بعملهم ليسوا سوى طرشان في الزفة، فإن كان السبب الأول فالأمر مصيبة، وإن كان الثاني فأيضاً مصيبة؛ ولكنها أعظم.