بين يوم وآخر تتكشف العديد من مساوئ برمجة المسابقات الكروية السعودية لهذا الموسم، والتي شكلت محطة انتقاد على الدوام، ليس من المتابعين والنقاد، بل حتى من مدربي الأندية، الذين عانوا الأمرين، إن بسبب الضغط المرهق، أو بسبب التوقفات المتكررة وغير المبررة. آخر المساوئ اتضحت بشكل جلي خلال الفترة الراهنة التي توقفت فيها مسابقة الدوري، حيث لعبت مسابقة كأس ولي العهد، إذ أبت لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي إلا ان تمارس وأدها لمتعة الكرة السعودية، من خلال إفسادها لقيمة المسابقة الأولى بالإيقاف المتكرر، وتجريد المسابقة الثانية من إثارتها بالضغط غير المبرر، وهو ما قلل من قيمة المسابقات الكروية السعودية، إذا ما أضفنا لهما مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد التي تفننت اللجنة في وأدها. مسابقة البيض المسلوق إذا كان ثمة وصف يليق بالطريقة التي اعتمدتها لجنة المسابقات في تنظيم بطولة كأس ولي العهد، فليس هناك ما هو أبلغ من تشبيها بطريقة عمل (البيض المسلوق)، فاللجنة لم تكلف نفسها أي عبء يذكر، حيث لجأت لاعتماد طريقة خروج المغلوب من دور واحد، وهي الطريقة التي اختصرت مسابقة كروية كبرى في أدوارها الحاسمة في 16 يوماً، حيث ضغطت المسابقة في الفترة ما بين 3 وحتى 19 فبراير، ولذلك جاءت البطولة كشريط ذكريات سريع، وهو ما قتل الإثارة فيها، وهو ما شهدناه من خلال تداعي خروج الفرق الكبيرة. وكان حرياً باللجنة إن كانت تريد إنهاء المسابقة سريعاً، أن اعتمدت طريقة خروج المغلوب من مباراتين، باعتماد نظام الذهاب والإياب على الأقل في نصف النهائي، أسوة بما كان معمولا به خلال المواسم الخمسة ما بين 2003و 2007، قبل أن يلغى في الموسم الماضي دون أية تبرير. 40 يوماً في مهب الريح اللجنة لم تكتف فقط بإفساد متعة كأس ولي العهد بخنق المسابقة عبر نظام الدور الواحد، بل ساهمت أيضا في سلب الإثارة من دوري (زين) من خلال إيقافه الثالث لمدة 40 يوماً، وذلك في الفترة من 1 فبراير وحتى 14 مارس، على الرغم من تبقي جولتين فقط على نهايته، وكان من الأولى بها، أن تنهي الدوري قبل بدء انطلاق كأس ولي العهد، حتى وإن تحججت بوجود استحقاقات أخرى خلال فترة ال40 يوماً، كبداية مشاركة الأندية السعودي في استحقاقها في دوري أبطال آسيا، والتي ستبدأ جولتهما الأولى يومي 23 و24 فبراير الجاري، ثم جولتهما الثانية يومي 9و10 مارس المقبل. فليس من المعقول أن تنتظر الأندية لاسيما التي خرجت مبكراً من كأس ولي العهد، ولا تمتلك مشاركة في الاستحقاق الآسيوي كل هذه المدة من أجل لعب مباراتين فقط في الدوري، كما هو الحال مع الاتفاق والحزم والقادسية والوحدة، حتى وإن حاولت لجنة المسابقات قطع الطريق على المنتقدين بالتبرير بوجود مباريات مؤجلة خلال فترة التوقف يوم 25 فبراير حينما يلتقي النصر والحزم، في مباراة مؤجلة من الجولة الأولى لدواعي أنفلونزا الخنازير التي أصابت بعض لاعبي الحزم، وكذلك يوم 5 مارس بإقامة مؤجلة الحزم والأهلي التي تم تأجيلها من الجولة الثانية لذات السبب، ويوم 7 مارس بإقامة مؤجلة النصر والوحدة التي تم تأجيلها من الجولة ال7، بسبب تعارضها مع مشاركة النصر في البطولة الخليجية، ويوم 8 مارس بإقامة مؤجلة الرائد والاتفاق، التي تأجلت من الجولة ال5 لمشاركة الأخير في البطولة الخليجية. إن أي تبرير سيخرج عن اللجنة سيحسب عليها لا لها، إذ كان من المنطقي إقامة هذه المباريات إبان مشاركة تلك الأندية في كأس ولي العهد، بحيث تلعب مباراتين في الأسبوع، وقد فعلتها اللجنة كثيراً، وهو ما سيقلص عدد أيام التأجيل، ثم هل يعقل أن يتم تأجيل هذه المباريات كل هذا الوقت بحيث أن بعضها مرّ على تأجيلها قرابة 7 أشهر، وبعضها 4 أشهر، هذا بخلاف تأثير عدم إقامة هذه المباريات على إثارة الدوري، فضلا عن تأثيرها حتى على المنافسة نفسها سواء على حسم اللقب أو بالتأثير في السباق على المراكز، ثم إن اللجنة كان بمقدورها أن تواصل انطلاق الدوري بعد نهاية كأس ولي العهد مباشرة، بحيث تقلل من مدة توقف الدوري لمدة 40 يوماً، حيث إن الفاصل ما بين نهاية كأس ولي العهد يوم 19 فبراير، وبداية معاودة انطلاقة عجلة الدوري في 14 مارس 23 يوماً، حتى وإن كانت هذه الفترة ستشهد مشاركة الأندية السعودية الأربعة (الهلال والشباب والاتحاد والأهلي) في دوري أبطال آسيا. براءة يوم الفيفا لن تعدم لجنة المسابقات التبرير هذه المرة أيضا كما هي عادتها عند إيقافها للدوري، فكما بررت في المرات السابقة حينما علقت الأمر على مشجب (أيام الفيفا) يوم ان خرج نائب رئيس لجنة المسابقات طارق كيال في نوفمبر الماضي بالحديث عن إلزامية التوقف بأمر (الفيفا) وهو ما خالف به الحقيقة، إذ لا يشترط (الفيفا) إيقاف المسابقات، بقدر ما يشترط تفريغ اللاعبين الدوليين لمنتخباتهم، فستخرج اللجنة بهذا التبرير مجدداً، حيث إن (يوم الفيفا) المنتظر سيكون في 3 مارس المقبل، وهو ما يعني وقوعه في فترة التوقف، والسؤال هل (الفيفا) أيضا يجبر الأندية بتفريغ اللاعبين بمدد غير محددة، آم انه يلزمهم بمدة لا تتجاوز 48 ساعة، وهو ما تنتفي معه أي حجة، فضلا عن أن المنتخب السعودي لا يملك أي مباراة ودية في هذا اليوم. 73يوماً ماذا تعني ما يجب أن تعرفه لجنة المسابقات هو ان إيقاف مسابقة الدوري لمدة 73 يوماً، حيث كان التوقف الأول لمدة 15يوماً ، ما بين الفترة من 30 سبتمبر وحتى 15 أكتوبر، والتوقف الثاني لمدة 18 يوما، ما بين الفترة من 3 وحتى 18 نوفمبر، والتوقف الثالث لمدة 40 يوماً ما بين الفترة من 1 فبراير وحتى 14 مارس، لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال إلا بشيء واحد، وهو أن العاملين في اللجنة قد يحسنون عمل أي شيء، إلا وضع روزنامة مسابقات كروية، ولذلك فليس من بد للعاملين للجنة إلا رفع الراية البيضاء بإعلان عجزهم عن القيام بهذا الدور، واستباق أي خطوة تغيير ستأتي كما هو معلن، وسيحسب لهم شجاعة اتخاذ قرار الاعتذار.