قال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان أمس ان جميع المشتبه بهم في اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح موجودون في (اسرائيل)، مؤكدا ارتفاع عدد حملة الجوازات الغربية الذين تتهمهم الامارة في هذه العملية الى 27 شخصا. وقال خلفان في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاماراتية على هامش مؤتمر امني "انا متأكد ان جميع المشتبه بهم موجودون" في (اسرائيل). واضاف ان المشتبه بهم "لن يتم توقيفهم اذا بقوا في (اسرائيل)، ولكن بالنهاية سيغادرون وسيتم توقيفهم". وخلص الى القول في هذا السياق "انا اقول انهم في اسرائيل". واتهمت الشرطة 26 شخصا يحملون جوازات غربية بقتل المبحوح في عملية معقدة وانما كشفت وسائل المراقبة المتطورة في الامارة تفاصيلها، كما اتهم خلفان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) بالوقوف خلف العملية. الا ان خلفان اكد في تصريحات نقلتها صحيفة "الخليج" الاماراتية امس ان شخصا اضافيا حمل جوازا اوروبيا سيضاف الى قائمة المتهمين. وقال خلفان ان "اجمالي عدد القتلة.. سيصل الى 27 متهما بعد اضافة شخص جديد" لم يفصح عن هويته. كما ذكر خلفان ان احد الفلسطينيين اللذين تحقق معهما شرطة دبي على خلفية اغتيال المبحوح "ثبت تورطه فعليا" اما الفلسطيني الآخر "فلا يزال قيد التحقيق وشرطة دبي تتحفظ عليه لعلاقته بالاول". الى ذلك، شن خلفان في تصريحاته لصحيفة "الخليج" هجوما حادا على (اسرائيل) وقادتها. وقال قائد شرطة دبي "هذا ليس مستغربا على قيادات اسرائيل الملطخة ايديها بدماء الآخرين عبر التاريخ"، معتبرا ان الحكومات الاسرائيلية المتتابعة "حكومات سفك دماء واغتيالات وحروب وحكومات احتلال واعتداءات وليس في تاريخها الحاضر او الماضي ما يشير الى انها كانت دولة سلام في العالم إطلاقا". الا انه اعتبر ان الشعب الاسرائيلي "شأنه شأن اي شعب آخر" يريد ان يكون "منفتحا" و"محبوبا". واضاف "ينبغي على العالم اجمع ان يدرس عقلية القادة الاسرائيليين عبر التاريخ ليجد نفسيات مريضة تحتاج الى أساتذة علم نفس لتحليلها وليدرسوا ما ذهبوا اليه من اطلاق الازمات حتى جلبوا على أنفسهم كراهية الآخرين". ويؤكد المسؤولون الاسرائيليون ان لا اثبات على ضلوع الموساد في العملية بالرغم من ان الاعلام الاسرائيلي ينسب الاغتيال اليه بوضوح. الى ذلك، كشف خلفان في تصريحات لجريدة "البيان" الاماراتية نشرت امس ان المصرف المركزي يتولى التحقيقات فيما يتعلق بالبطاقات الائتمانية الذي قالت شرطة دبي ان 14 شخصا من المتهمين استخدموها لحجز بطاقات السفر والغرف الفندقية في دبي. وقال خلفان ان "لدى شرطة دبي البيانات الخاصة بكل البطاقات الائتمانية التي استخدمها افراد العصابة لحجز تذاكر السفر ودفع تكاليف الاقامة بالفنادق والصادرة عن (ميتا بنك) ومقره الولاياتالمتحدة". وذكر ان الشرطة "تسعى لتتبع الجهات التي اصدرت هذه البطاقات ولمصلحة اي اشخاص". وكانت شرطة دبي اعلنت الاحد ان تقارير الطب الشرعي اظهرت ان القيادي في حركة حماس محمود المبحوح خدر بمادة سكسينيل كولين قبل قتله خنقا. وذكرت الشرطة في بيان ان "السيناريو الذي اعد من قبل الجناة هو حقن المغدور به بهذه المادة وبعد ذلك خنقه بطريقة تبدو فيها الوفاة طبيعية ولا تظهر علامات للمقاومة من جانب المجني عليه قبيل موته". واعلن قائد شرطة دبي الجمعة ان بحوزة المحققين في دبي بصمات وراثية وبصمات اصابع تعود لافراد من المجموعة التي تتهمها الامارة بقتل المبحوح. في الاطار ذاته، قالت مصادر مطلعة على التحقيقات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس، ان اثنين على الأقل من المشتبه بهم ال26 الذين تبحث عنهم شرطة دبي، دخلا إلى الأراضي الأميركية بعد فترة قصيرة على تنفيذ الجريمة. وقالت ان السجلات المتبادلة بين المحققين الدوليين تظهر ان أحد المشتبه بهم في القضية دخل إلى أميركا في 14 شباط/ فبراير الماضي، وكان يحمل جواز سفر بريطانياً باسم (روي ألان كانون)، فيما دخل الآخر بجواز سفر إيرلندي تحت اسم (إيفان دينينغز) في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي أي بعد يوم واحد على اكتشاف جثة المبحوح. وأشار المصدر إلى ان لا معلومات عن خروج الرجلين من الولاياتالمتحدة، لكن المحققين لا يستطيعون التأكد من الأمر لأنهما استخدما أساساً جوازي سفر مزورين، ويحتمل أن يكونا استخدما عند خروجهما من الأراضي الأميركية أوراقاً ثبوتية مختلفة. ولم يتضح من أين سافر الرجلان، لكن السلطات في دبي ذكرت من قبل ان دينينغز غادر دبي في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي متجهاً إلى زوريخ. ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، والإنتربول التعليق على الموضوع. وإذ لفتت الصحيفة إلى ان (إسرائيل) لم تنف ولم تؤكد تورطها في القضية، اعتبرت ان هذا التحقيق قد يحدث اضطراباً في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية في حال ثبت تورط "الموساد" بالجريمة.