** ينتفض بعض المشايخ والمسؤولين.. ** وكأنه قد أُصيب بلدغة (عقرب) أو (حية) مسمومة..حين يُسأل عن أمور وقضايا نسائية..وكأن المرأة حالة استثنائية غير قابلة للحديث عنها..أو التناول لكل ما يخصها سواء في الجوانب الشرعية..أو الاجتماعية أو الإنسانية. **وقد استغربت نفي ديوان المظالم لما تردد عن إصدار رئيسه الشيخ إبراهيم بن شايع الحقيل فتوى بإلزام المرأة المتقاضية بكشف وجهها أمام القاضي. ** وقال البيان "إن الشيخ الحقيل سُئل عن مطالبة المرأة بحقوقها أمام القضاء، فأجاب، بحفظ الشريعة والأنظمة المرعية لحقوقها. ** وفيما يتعلق بالتعريف بها لدى القاضي أجاب بأنه من الممكن أن تتولى نساء موظفات في قسم مستقل يقمن بتطبيق هوياتهن، وريثما يتحقق ذلك فلا يمكن تعطيل حق المرأة في الدفاع عن نفسها أو المطالبة بحقوقها، علماً بأن القضايا التي تكون المرأة طرفاً فيها لا تكثر أمام الديوان " مضيفاً إلى ذلك قوله "إن للمرأة عند إرادتها الدفاع أمام الديوان إحدى طرق ثلاث للتعريف بنفسها، إحضار معرفين للمرأة من محارمها، توكيل من تثق به، كشف الوجه أمام القاضي لحظة تعريفها فقط ". ** وباختصار شديد فإن معاليه قد ذكر الحقيقة وقال إن على المرأة كشف وجهها أمام القاضي عند التعريف بها.. ** وماذا في هذا..إذا كانت هذه المرأة صاحبة حق..وأنها تقف أمام قاضٍ جليل..هدفه الأول والأخير هو الوقوف على الحقيقة وإصدار الأحكام الدقيقة والعادلة بين المتقاضين..؟ ** ثم كيف يمكن للقاضي أن يصدر حكماً على أو لصالح طرف لمجرد سماع صوته.. **إن الكثير من التعابير الموحية التي ترتسم على وجه المتقاضين أثناء المحاكمة تساعد كثيراً على التوصل إلى معرفة الكثير من الحقائق التي يصعب التوصل إليها من خلال الوثائق المعروضة أمام القاضي..وبالتالي فإن تفرس القاضي في وجه المتقاضين وسبره لغور دعاواهم..واستنباطه لأمور أخرى ستوصله لا محالة إلى الحقيقة وهي مطلب وضرورة تتفق عليها آليات التقاضي في كل محاكم الدنيا.. ** وإذا كنا نعتقد أن كشف الوجه حتى في حالة التقاضي مخالف لشرع الله، ونحن الذين نعرف بأن هذه المسألة مختلف عليها..وغير مبتوت فيها في بلدنا..فإن في هذا تفريطاً- من وجهة نظري- في توفير ركن أساسي من أركان التقاضي وقواعده يتقدم على مسألة التحليل والتحريم لكشف الوجه لضرورات شرعية فهو أهم بكثير من الاعتقاد السائد الاختلاط وكشف الوجه.. ** وما أتمناه وأرجوه وأتطلع إليه كمواطن، هو أن تكون المصلحة العليا هي الهدف..وأن تحقيق العدالة بكل ما تستوجبه من تثبت وتدقيق هو الغاية أيضاً..وليس أي اعتبارات أخرى..والله المستعان.. *** ضمير مستتر: ** (أين يمكن صيانة الفضيلة..وحمايتها..إذا لم تكن متوفرة حتى في ردهات القضاء وأمام الحريصين على تحقيق العدالة)؟