سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المناعي: المملكة والإمارات تحتفظان بنسبة إنفاق عالية للمساعدة على توازن سوق النفط وحفز الاقتصاد العالمي سياسة دول التعاون المتبعة في سعر البترول تأخذ في الاعتبار مصالح العالم
انطلقت في أبوظبي ورشة عمل حول "أسعار الصرف والاحتياطات الدولية ونظام النقد الدولي" التي ينظمها صندوق النقد العربي بالتنسيق مع البنك المركزي الألماني (البوندزبانك) وذلك في ضوء التعاون القائم بين الصندوق بصفته أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية العربية وبين البنك المركزي الألماني. وقال الدكتور جاسم المناعي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي في كلمة ألقاها أثناء الجلسة الافتتاحية إن انعقاد هذه الورشة يأتي سعيا وراء توفير فرص الاطلاع على آخر التطورات في عمل المصارف المركزية وتجارب الدول المتقدمة في هذا الشأن. وتطرق الى الأزمة المالية العالمية وما ترتب عليها من مشاكل عدة في الأوضاع المالية الأمر الذي تطلب تفعيل دور السياسات النقدية والمالية من أجل تحقيق الاستقرار المالي والنقدي .. قائلا " إن سياسات الاحتياطات وأسعار الصرف لها دور هام في هذا المجال وأضاف أن الأزمة المالية العالمية أبرزت الحاجة الى مراجعة الممارسات المصرفية والنظم المالية العالمية والنظر في مسألة اختلال التوازن المالي على مستوى العالم في الوقت الذي بدأت فيه اقتصادات الدول الناشئة تجذب أنظار المستثمرين وتزداد أهمية بسبب معدلات النمو المرتفعة التي تحققها بالمقارنة مع الاقتصادات المتقدمة". وأضاف أن الأزمة المالية دفعت العالم الى العديد من التساؤلات حول النظم المالية والعملات والاحتياطات النقدية. وقال الدكتور المناعي إن الدولار الأمريكي يعتبر العملة المهيمنة على الاحتياطات العالمية في الوقت الحالي، مُضيفا أنه لا يوجد حاليا منافس هام للعملة الأمريكية خاصة وأن أسعار جميع السلع الأولية مثل النفط والذهب والمعادن الرئيسة مقومة بالدولار. من جهتها ذكرت الدكتورة فرانزيسكا شوبرت المستشارة المالية لدى البنك المركزي الألماني أن العملة الأمريكية تستحوذ على ستين في المائة من إجمالي الاحتياطات العالمية من العملات الاجنبية في الوقت الذي يشكل فيه اليورو ما نسبته ثلاثين بالمائة من تلك الاحتياطات. وفي هذا السياق أكدت شوبرت على ضرورة توفر مقومات عدة لإنجاح العملة الدولية من أهمها الاستقرار السياسي في البلد الذي يمتلك تلك العملة والدور الذي تلعبه في التجارة الدولية فضلا عن حجم الاقتصاد الوطني والكمية النقدية المتوفرة من تلك العملة ونسبة استخدامها في الأوساط المالية بالقطاعين العام والخاص، وجميع هذه المُعطيات تشير الى أن الدولار سيبقى العملة الرئيسة في العالم لفترة طويلة. وأكد الدكتور المناعي حرص الصندوق بتوجيه من مجلس محافظي المصارف المركزية العربية على عقد مثل هذه الورش والندوات مع أهم المؤسسات المالية والنقدية في العالم بغرض المساهمة في التطوير والارتقاء بأعمال مصارفنا المركزية وتعزيز التعاون والتنسيق بينها. وتابع “هناك آلية لرسم السياسات في استخدام الأموال البترولية حيث يتم استثمارها في أسواق رأس المال من خلال السندات والأسهم لحفز الاقتصاد العالمي”، مضيفا أن الإمارات والسعودية تحتفظان بنسبة إنفاق عالية للمساعدة على توازن السوق وحفز الاقتصاد العالمي. وطالب المناعي بضرورة تصحيح الفهم القائم على أن اختلال الاقتصاد العالمي يعود إلى الفوائض المالية البترولية لدول الخليج العربي، مشيراً إلى أن المشكلة في البلدان التي تشكو عجزاً مالياً.