وصفت النساء بنقصان العقل فهل تمتلك المرأة أيضا قلبا ناقصا.. وروحا ناقصة ؟!! وهل خالق العقل يُنقصه وما مرجعية الكمال ومسوغ فرضية النقصان؟ في التعبير عن العقل بمصطلح القلب جاءت الآيات القرآنية في مائة واثنين وثلاثين موضعاً، وهذا الجمع القرآني بين مصطلحي «العقل « و»القلب»، في التعبير عن هذه الملكة والغريزة إشارة إلى جمع «الإسلام» الإسلام في فلسفته وثقافته بين «تقوى القلوب وعقل العقول وعليه سيكون ناقصات قلب مرادفا لناقصات عقل. وللعقل والوعي وقفة تأمل عند هذا. إذ استخدام القرآن الكريم مصطلح «القلب»للتعبير عن «العقل « وكان اتجاه جمهور علماء الإسلام إلى أن العقل محله القلب، لا بمعنى العضلة الصنوبرية، وإنما بمعنى «جوهر الإنسان»، مستدلين بالقرآن الكريم:»أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها» وأيضا ...فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور «.والقلب: هو لطيفة ربانية لها بالقلب الجسماني تعلق، وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان، بها يعبر عن العقل: إن في ذلك لذكرى» لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. وعرفَ جمهور علماء الإسلام من المتكلمين والفقهاء العقل: بأنه ملكة وغريزة، ونور وفهم، وبصيرة وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان، ولذلك فهو ليس عضواً ولا حاسة من الحواس، أي أن وجوده في الأذهان لا الأعيان، وهو المستوى الأعلى في الإدراك لما فوق الحواس». إذا العقل نور معنوي في باطن الإنسان، يبصر به القلبُ أي النفس الإنسانية المطلوب، أي ما غاب عن الحواس بتأمله وتفكره بتوفيق الله تعالى بعد انتهاء إدراك الحواس، ولهذا قيل: بداية العقول نهاية المحسوسات، وهو نور في القلب يعرف الحق والباطل. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي به صاحبه إلى هُدى أو يردّه عن ردى. وقال الحسن بن حمزة :العقل هو الذي استخلف النفس على سياسة البدن واستشهد بقوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) فهي تقوم مقامه في عمارة الأرض بحسن السياسة وخرابها بسوء التدبير وإليه مرجعها وإيابها وعليه في الآخرة حسابها. وللاشعري في هذا أن البلوغ هو كمال العقل والعقل عندهم هو العلم، وإنما سمي عقلا لان الإنسان يمنع به عما لا يمنع المجنون نفسه عنه وان ذلك مأخوذ من عقال البعير وإنما سمي عقاله عقالا لأنه يمنع به. وقد وصف الله سبحانه وتعالى الكفار بأنهم لا عقول لهم وأن أكثرهم لا يعقلون على ما فيهم من سادة القوم وكبارها. كما أن نقصان العقل لا يكلف بمثل ما يكلف به من هو أكمل منه عقلا ولا يحاسب بنفس القدر الذي يحاسب به، فهل الرجل هنا أكمل عقلا من المرأة؟!