حاول الكاتب محمد الرطيان أن يقنع القارئ بأن أحداث الرواية حقيقة بشكل متطرف، من خلال: العبارة التي تؤكد غباء الإشارات المعتادة على الروايات بأنها تمثل أحداث فغير حقيقية، والإهداء إلى «السيدة تاء» المرأة التي جمعت الأوراق وأرسلتها للناشر في السرد، والخطابات إلى دار النشر»طوى» التي نشرت الرواية، والتقارير والبيانات الصحفية داخل النص، التفاصيل الحياتية والتاريخية والرصد الاجتماعي الدقيق لمدينة «رفحا..الخ. الرواية تتحدث بالدرجة الأولى عن تاريخ «رفحا» والتغيرات التي طرأت على المدينة، وكرر الحديث في هذا السياق كثيراً ((رفحا – بالهمزة أو بدونها- لم تعد قرية..ولكنها أيضاً لم تصبح مدينة حتى الآن. هي شيء يقف بين الاثنين، ولهذا أشعر أنها تشبهني كثيراً)) و ((قبل آب 1990م كانت «رفحاء» مدينة صغيرة..، أشعر أنني أبالغ أحياناً عندما أقول : مدينة..هي «شيء» يحاول أن يصبح مدينة صغيرة)) ..((قبل آب 1990م كانت رفحاء نقطة صغيرة على الخارطة..)) .. ((بعد آب 1990م، وبعد غزو صدام للكويت، صار العالم..كل العالم يعرف رفحاء)). النص يسرد حوادث تاريخية، ويحاول أن يكون دقيقاً في هذا السرد، حديثه عن نشأة أرامكو في رفحا وخطوط التابلاين، والرواية السعودية، وبعض العمليات الإرهابية التي حدثت بالمملكة، وإشاراته إلى كتابات غازي القصيبي..الخ. من خلال أوراق «محمد الوطبان» أو «سعيد فارس» أو «أبو معاذ الطائي» الذي كان عميلاً مزدوجاً، عاش حياوات مختلفة، أوصلته للفصام وتناول «الفاليوم» و «بروزاك»، لكن هذا التداخل لم يطرح بالعمق المتوقع مع فكرة كهذه. الرواية كتبت بلغة تقريرية في مجملها، تتحدث عن الخير والشر، الانغلاق والانفتاح، المقبول والممنوع، الصحيح والخاطئ «النفوس الطيبة لها وجوه طيبة، حتى وإن لم تكن ملامحها جميلة. والنفوس الشريرة لها وجوه شريرة، حتى وإن كانت هذه الوجوه بغاية الجمال»...» المصلحون، والفلاسفة، والمفكرون يقومون بانتاج الأفكار، والأتباع يقومون بإنتاج الحروب»...»ما أكثر الأكاذيب التي يبتكرها الإنسان ..فقط لكي يشعر أن الحياة رائعة وعادلة»... «مرة يمين ويسار، ومرة تقليديين ومحافظين، وحداثيين ومتحررين، ومرة إسلاميين وليبراليين»..» بعض الأشياء، فعلها قبل ثلاثين سنة يعتبر عيباً.. نفس الأشياء الآن..العيب هو أن لا تفعلها». يكتب الرطيان في بداية روايته، وعلى لسان السيدة تاء، ما يشبه التحذير أو إخلاء المسؤولية « أنا – بصراحة – لا أعرف هل هي مذكرات، أو حكاية، أو رواية، أم سيرة ذاتية؟..» وهذا بالضبط ما يوحي به النص من خلال أحداثة المبالغ في تأكيد صدقيتها، ولغته الصحفية. الرواية من إصدارات طوى للثقافة والإعلام، وتقع في 156 صفحة من القطع المتوسط.