** في يوم 15 فبراير 2010 م – وهو اليوم التالي لعيد الحب – نشرت صحيفة الرياض تحقيقا متميزاً ، ومحزناً ، عن عمل السيدات السعوديات كعاملات نظافة ، برواتب لا توفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة . ** بعض القراء في ذلك اليوم " العصيب " ! كانوا مشغولين بمتابعة نتيجة حملة مكافحة الورود الحمراء ، وهل تم القضاء عليها ، وبالتالي لم يهتموا بهذا التحقيق، الذي يؤكد أننا لازلنا بعيدين عن القضاء على الفقر . ** بينما حظي التحقيق بأعلى أرقام القراءة والتعليق ، من قبل الكثير من القراء ، ممن يحبون الحياة الكريمة لهم ولغيرهم ، وفي قلوبهم شيء اسمه رحمة ، ويدركون الأولويات الحقيقية ، والهموم الحقيقية ، التي يعاني منها المجتمع والوطن والمواطن والمواطنة .. ** وفقا للتحقيق ، تقول أم سلمان وهي عاملة نظافة : أتقاضى راتبا (1400 ريال)، وحصلت على تدريب في إحدى شركات النظافة، و هذا الراتب يساعدني على إعالة أسرتي المكونة من أكثر من 18 فردا، وزوجي المريض ، و ذكرت في التحقيق عميدة كلية الاقتصاد ورئيسة اللجنة النسائية بجمعية الثقافة والفنون أن هناك عددا من عاملات النظافة السعوديات اللاتي يعملن في تنظيف المنازل أو الاحتفالات الشخصية، وقد اثبتن جدارتهن وكفاءتهن في هذا العمل ، رغم أجورهن الزهيدة التي لا تتجاوز 1300 إلى 1500 ريال.. ** شكراً لكل من تفاعل – محتجاً - مع موضوع عمل السيدات السعوديات كعاملات نظافة برواتب تقل عن 1500 ريال ( تشمل بدل النقل والخطر .. ) وتعاطف معهن وطالب بكرامة المرأة السعودية واحتج على هذا العمل وهذه الرواتب ، بينما يوجد في البلد عشرة ملايين أجنبي، بعضهم يبيع الملابس الداخلية للنساء ! ** لا عيب في العمل الشريف .. لكن وصولنا لمرحلة عمل الفتاة السعودية كعاملة نظافة بهذه الرواتب الزهيدة ، وقريباً المطالبة بعمل الشاب السعودي كزبال ، هو من وجهة نظري ، مؤشر خطير على عجز تنظيماتنا الإدارية ، وفشل سياسات تنظيم سوق العمل ( إن وجدت !) وعدم تطبيق استراتيجية حقيقية في مكافحة الفقر . إننا حين نكافح البطالة برواتب تقل عن الألفي ريال فإننا نزيد من نسبة الفقراء ، وقد حان الوقت للتوقف عن مكافحة البطالة بهذه الطريقة العرجاء ، ويجب إقرار حد أدنى للأجور يكفل لجميع مواطني أحد أغنى دول العالم الحد الأدنى من الحياة الكريمة .