أصبحت الاعاقة في الآونة الاخيرة محل اهتمام من اغلب النواحي، فاصبحنا نرى بوادر الاهتمام بالمعوق والاعاقة من خلال المؤتمرات التي تقام والاحتفال بالايام المخصصة لهم، والقوانين والتشريعات الدولية والمحلية التي تضمن حقوقهم، الا اننا مازلنا نرى النظرة السلبية، ومازلنا نرى المفهوم الخاطئ للاعاقة، مازلنا نرى نظرة الدونية، مازلنا نرى نظرة الشفقة حتى من بين اهم وسائل الاعلام (التلفاز) او (الانترنت) التي تعد اهم الوسائل الثقيفية الا انها لاتزال تنشر مفهوما خاطئا للاعاقة. فنرى من خلال (التلفاز) المسلسلات التي تطرح وتجسد دور المعوق بطريقة خاطئة، فالاعاقة انواع، لكن نرى في تقمص دور المعوق بأنه شخص يحمل جميع انواع الاعاقة، نراه المتخلف، نراه الضرير، نراه العاجز، نراه الشخص المنبوذ.. الخ، نرى الاستخفاف بعقل المشاهد ايضا، فنرى شخصا يتقمص دور الابكم فقط، وتارة الأصم والأبكم، الى هذه الدرجة وصل الاستخفاف بعقل المشاهد، فاصبح كل أبكم أصم!! حتى وسيلة (الانترنت) التي اصبحت في كل بيت ولا غنى عنها نرى من يتقمص دور المعوقة، سواء بالمنتديات او المواقع الاخرى لإثارة الشفقة والرحمة ولعدة نوايا، لن اتطرق لها فنرى مفهوم المعوق لدية ايضا انه العاجز الغبي المنبوذ.. الى هذه الدرجة وصل بنا الاستهتار. وما هو أمر من هذا وذاك اصبحت عائلة المعوق نفسها تستغل وضع طفلها المعوق لإثارة الشفقة والرحمة ليكون وسيلة لجلب المال. الى هذه الدرجة وصل بنا الحال ان نتاجر بأبنائنا! كل هذه الامور واكثر تجعلنا مجتمعا يصنع العجز في ابنائنا ذوي الاحتياج الخاص، فنظرتهم السلبية له تعيقة اكثر (الا يكفي انه معوق ويكون ايضا بمجتمع يعيقه اكثر)! تجاهلنا العامل النفسي وهو العامل الاساسي للمعوق الذي بافكارنا هذه نجعله نفتح له ابواب العزلة والانحراف والجريمة والعدوانية والفشل. لماذا لا نرسم واقعهم الحقيقي؟ لماذا لا نرسم ايجابياتهم ايضا؟ لماذا لا نرسم صورة حسنة لهم نبين من خلالها انهم قادرون، وربما موهبون، فنشد من عزمهم ليتغلبوا على اعاقتهم ونصنع منهم افرادا مبدعون، فنحن لا نضمن القدر ان يسوقنا الى ما ساقهم الية فغدآ نعتبر ونتعظ.