وصل إلى القاهرة محمد البرادعي الذي انتهت ولايته قبل شهور كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سعيا للتغيير الديمقراطي في مصر، وكان في استقباله مئات الناشطين والسياسيين الذين رفعوا لافتات ورددوا هتافات تأييد له. وقال البرادعي (67 عاما) قبل يوم من وصوله إنه لا يريد صداما مع الحكومة، وقال لبرنامج تلفزيوني "علاقتي بالسلطة السياسية علاقة مودة واحترام." وأضاف "المسألة ليست شخصية وإنما خلاف في السياسات، لذا أود أن يقوم الأسلوب نحو التغيير على أساس الحوار وليس التصادم، وأهم ما يحتاجه التغيير الديمقراطي في مصر هو إتاحة الترشح لمنصب رئيس الدولة أمام الجميع دون قيود. وكان البرادعي قال العام الماضي أنه يفكر في خوض انتخابات الرئاسة المقررة عام 2011 لكنه قال لاحقا إن القيود الدستورية على الترشيح لا تتيح له ذلك، وبمقتضى الدستور يجوز الترشح لانتخابات الرئاسة لعضو في الهيئة العليا لكل حزب مرخص قانونا إذا كان العضو قضى في الهيئة العليا للحزب عاما على الأقل قبل الانتخابات وإذا كان الحزب ممثلا في البرلمان. كما يقضي بأن من يرغب في الترشح مستقلا يتعين عليه أن يحوز تزكية 250 من أعضاء مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية للمحافظات وكلها مجالس يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وكان في استقباله أعضاء في حركة السادس من أبريل المناهضة للحكومة، ورفع النشطون علم مصر وهتفوا "نعم للبرادعي، العدل والحرية للمصريين". وقال الأديب علاء الأسواني "القضية ليست ترشح. الحقيقة ليست لدينا انتخابات من أصله حتى تترشح، الرجل قال كده (هكذا) لا معنى لترشيحي في ظل هذه العيوب الدستورية التي تجعل المنافسة محصورة بين مبارك وجمال." وأضاف "القضية الحقيقية هي إحداث تغيير دستوري يكفل حياة ديمقراطية حقيقية وتنافسا حقيقيا محترما على منصب الرئيس، وتابع يقول "بدأنا لحظات من التغيير الايجابي في مصر، كما ترى آلاف من المصريين الايجابي أن أغلبهم لا ينتمون إلى الأحزاب التقليدية ولكنهم مصريون عاديون جدا، "وبالتالي نحن في لحظة مهمة جدا وبدأنا لحظات من التغيير الايجابي في مصر."، وقال البرادعي قبل وصوله إنه سيكون "وسيلة للتغيير" وإن الرئاسة ليست هدفه الأول، وقال في مقابلة تلفزيونية نشرتها صحيفة المصري اليوم المستقلة اليوم " منصب الرئاسة لا يعنيني بقدر ما تعنيني عملية التغيير، فعملية التغيير لا بد أن تأتي." وقال "بالطبع التغيير لا يتوقف على شخص واحد ولا مجموعة واحدة فقط وإنما الشعب المصري ككل يعمل معا ويدرك المشاكل التي يعاني منها ويحاول أن يرى سبيل الإصلاح." وقبل وصول البرادعي قال القاضي السابق والنشط السياسي محمود الخضيري لرويترز "ما يدعو إليه البرادعي ليس مستحيلا وليست هناك عقبات لإنجازه سوى الحكومة وتصلبها في وجه التغيير." ومن بين شروط البرادعي للترشح أن يكون هناك إشراف قضائي كامل ومراقبة دولية للانتخابات وحياد لوسائل الإعلام التي تملكها الدولة لكن محللين يقولون إن مطالبه لن تلقى في الغالب آذانا صاغية.