وصل رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس الجمعة إلى سورية في زيارة رسمية له إلى المنطقة ستشمل الأردن. وعلى عكس المتوقع فإن الجانب الاقتصادي سيطغى على هاتين الزيارتين. وقد اصطحب فيون معه وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد ووفدا من الصناعيين والمستثمرين الفرنسيين الراغبين في تطوير العلاقات الاقتصادية بين فرنسا من جهة وسورية والأردن من جهة أخرى. وقد أكد فيون في حديث خص به صحيفة "الوطن" السورية أن حكومته تريد عرض شراكة كاملة على سورية تتضمن بنوده مشروعات تتعلق بتزويد الأسطول الجوي السوري بأربع عشرة طائرة من نوع إيرباص. وكان اتفاق مشابه قد عُقِدَ بين دمشق وباريس عام 2008 ولكن الولاياتالمتحدة اعترضت عليه مما جعل رئيس الوزراء الفرنسي يعرب عن أمله في أن يسهم التقارب السوري الأمريكي في تسوية هذا الملف. ومن المشاريع الأخرى التي تعتزم فرنسا إنجازها في سورية والتركيز عليها خلال هذه الزيارة هي إقامة مترو في دمشق وبرنامج يهدف إلى مساعدة المؤسسات الاقتصادية السورية الصغيرة والمتوسطة والتي ستساهم " الوكالة الفرنسية للتنمية " في تطوير أدائها بمبلغ قدره 150 مليون يورو. أما في ما يخص أهم المشاريع الاقتصادية التي سيبحث فيها رئيس الوزراء الفرنسي مع المسؤولين الأردنيين فمنها واحد يتعلق بالسماح لفرنسا باستغلال منجم لليورانيوم في الأردن مقابل ستمئة مليون يورو والبحث في إمكانية إقامة مجمعين نوويين في العقبة يستخدمان لأغراض مدنية. وتجدر الملاحظة إلى أن فرنسا هي أول بلد غير عربي مستثمر في الأردن. وبشأن الجانب السياسي خلال جولة فرانسوا فيون عبر سورية والأردن فسيكون موضوع سبل إحياء العملية السلمية محورا أساسيا في مباحثات فرانسوا فيون مع الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني عبد الله الثاني. وفيما يتعلق برغبة سورية في أن تكون فرنسا وسيطا في المساعي الرامية إلى إعادة إطلاق المفاوضات الإسرائيلية السورية المتصلة بالعملية السلمية قال فيون لصحيفة الوطن السورية إن بلاده مستعدة للمساهمة في محادثات سلام بين البلدين بالتنسيق مع تركيا باعتبارها صديقة لسورية وإسرائيل.