تعود هذا الأسبوع أربعة أندية سعودية للدخول في معترك المنافسة في دوري أبطال آسيا أقوى الاستحقاقات في القارة الصفراء على الإطلاق، متطلعة نحو استعادة اللقب المفقود. وتتمثل الكرة السعودية في البطولة بأربعة أندية هي الهلال والشباب والاتحاد والأهلي التي أعدت العدة من أجل تمثيل مشرف للكرة (الخضراء) التي تسعى من خلال هذه المشاركة للعودة لصورتها الرائعة التي اهتزت على مستوى القارة من خلال فشل المنتخب السعودي في الفوز بتمثيل القارة في كأس العالم في جنوب أفريقيا كما هي عادته خلال العقدين الماضيين، فضلا عن عدم مقدرة الأندية السعودية في الفوز بدوري الأبطال في النسخ الأربع الأخيرة، منذ آخر فوز للاتحاد باللقب في العام 2005. وتتوزع الأندية السعودية على أربع مجموعات بحسب نظام الاتحاد القاري الذي لا يسمح بمشاركة أكثر من ناد من بلد واحد في مجموعة واحدة، وأوقعت القرعة الأهلي في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه أندية الغرافة القطري، والجزيرة الإماراتي، والاستقلال الإيراني، بينما حل الاتحاد في المجموعة الثانية بمعية زوباهان الايراني، وبونيودكور الاوزبكي، والوحدة الإماراتي، في حين جاء الشباب في المجموعة الثالثة مع أندية العين الإماراتي، وسيباهان الإيراني، وباختاكور الاوزبكي، فيما رمت القرعة الهلال في المجموعة الرابعة مع السد القطري، والأهلي الإماراتي، وميس الإيراني. وتبدو طموحات الأندية السعودية عالية بنجاحها في العبور للأدوار النهائية حتى المنافسة على اللقب، لأكثر من سبب أهمها ان الأندية السعودية كانت على الدوام أفراس رهان، ثم لأن الأندية السعودية تعد من أقوى أندية القارة، فضلا عن الاستعدادات الكبيرة التي بدت عليها خصوصاً من جهة تدعيم صفوف الفريق بأفضل العناصر الأجنبية. وحققت الأندية السعودية بطولتين لدوري أبطال آسيا في نسخته الجديدة التي دشنت في العام 2003 عبر نادي الاتحاد الذي حقق اللقب عامي 2004 و2005، في حين سبق للهلال تحقيق بطولة آسيا لأبطال الدوري مرتين عامي 1992 و2000. وترتبط الأندية السعودية بعلاقة وطيدة مع البطولات الآسيوية إذ سبق لأكثر من نادٍ ان حقق بطولات مختلفة كبطولة آسيا لأبطال الكؤوس التي حققتها أندية الهلال والشباب والقادسية، وبطولة السوبر الآسيوي التي حققها النصر والهلال. وتعود الأندية السعودية هذا العام من جديد لتشارك بأربعة أندية بحسب توزيع الاتحاد الآسيوي لحصة الاتحادات الأهلية في القارة استناداً على تطبيقها لشروط هذه المسابقة، إذ حصلت السعودية على أربعة مقاعد ستحتفظ بها حتى العام 2011م حيث سيعيد الاتحاد الآسيوي توزيع المقاعد حسب تطبيق الاتحادات المحلية لشروط دوري المحترفين. وكانت السعودية قد تمثلت في النسخة الماضية بأندية الهلال والاتحاد والشباب والاتفاق، ونجحت الأندية الأربعة في حجز مقاعدها في الدور الثاني من البطولة بعد عروض لافتة منها جميعاً، لكن ثلاثة منها تساقطت في هذا الدور ولم يستطع إكمال المسيرة سوى الاتحاد، فالهلال الذي تصدر مجموعته أقصي من البطولة على يد أم صلال القطري الذي التقاه في ملعبه في الرياض وذلك من خلال ضربات الترجيح، أما الشباب الذي حل ثانياً في مجموعته فقد ودع البطولة على يد مواطنه نادي الاتحاد الذي واجهه في جده وفاز عليه بنتيجة 2-1، ليكمل مسيرته في البطولة. ولم يكن الاتفاق أوفر حظاً من الهلال والشباب، فعلى الرغم من تصدره لمجموعته بعد مستويات ونتائج لافتة ودع البطولة من دوري ال16 بعد ان خسر مواجهته أمام باختكور الأوزبكي الذي حل عليه ضيفاً في الدمام وهزمه بنتيجة 1-2. وعلى الرغم من المسيرة المظفرة للاتحاد في البطولة بتصدره لمجموعته ثم إقصاؤه للشباب في دور ال16، وباختكور الأوزبكي في ربع النهائي، ثم ناغويا غرامبوس الياباني في نصف النهائي، إلا انه سقط في فخ الخسارة في المباراة النهائية على يد بوهانج ستيلرز الياباني بنتيجة 2-1 لتكون كافية لتبديد حلمه في استعادة اللقب. وتطمح الأندية السعودية الأربعة في مغامرتها الجديدة في تحقيق اللقب لتضرب بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد، فجميعها تريد تحقيق البطولة لتسجيلها في رصيدها كإنجاز قاري كبير، وكذلك لاستعادة الهيبة المفقودة للكرة السعودية، التي ظلت متسيدة القارة طويلاً قبل ان تنزل عن عرس السيادة في السنوات القليلة الماضية.