بداية لنتفق أن النقد الصحيح هو الذي نبحث من خلاله عن الصالح العام، وقديماً قيل إن النقد يعتبر مؤشراً حضارياً وخصوصاً إذا كان هدفه الاصلاح والبحث عن الحقيقة التي قد تكون في معظم الأحيان مفقودة، ولا بد أيضاً أن يكون نقدنا بعيداً عن العبارات الفظة الخارجة عن الروح الرياضية وعدم جرح مشاعر الآخرين أو خدش كرامتهم.. سواء كان ذلك من خلال التلفاز أو غير ذلك: مع احترام وتقبل وجهات نظر الآخرين برحابة صدر.. ومن هذا المنطلق أقول إن التحكيم بحد ذاته سيظل مشكلة قائمة ليس لدينا هنا في مسابقاتنا الكروية فقط، إنما في دول العالم المتقدمة كروياً، إذاً لنتفق معاً أن الأخطاء واردة في كل شيء.. فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون كما جاء: وأنا أجزم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينزل هذا الحكم أو ذاك إلى ساحة ميدان كرة القدم أو غيرها من الميادين، وهو مبيت النية لهزيمة فريق على آخر آبداً، صحيح ربما يكون له ميول في السابق، ولكن لا أظن أنه سوف يعود إلى هذه الميول وهو الذي اتجه إلى هذه المهنة بدافع الرغبة وإشباع هوايته وخدمة أبناء وطنه في هذا المجال الرياضي. يا سادة: كلامي هذا لا يعني السكوت عن أخطائهم التحكيمية غير المقصودة طبعاً؟! إنما ذكرت سابقاً الحكم بشر معرض للخطأ والصواب. صحيح هناك أخطاء، هناك سوء تقدير سواء من حكم الساحة أو رجال الخطوط هم بشر مثلنا معرضون للخطأ والصواب، وفي نفس الوقت إنه من حق المسؤولين في الأندية الدفاع عن أنديتهم إذا لزم الأمر، ولكن لا يصل بنا هذا الدفاع إلى فقدان أعصابنا وعدم السيطرة عليها، وهذا شيء لا يقره عقل ولا منطق، هذا الحكم الذي جند نفسه لخدمة أبناء وطنه في هذا المجال الحيوي، له أيضاً كرامته واعتزازه بنفسه مثله مثلنا.. وفي نظري أن الحكم له دور كبير في تطوير ورفع مستوى اللعبة، ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن الكم لدينا وفي معظم الدول العربية يمارسون التحكيم كهوية إلى جانب أعمالهم الرسمية. وإذا كان هناك مكافآت تصرف لهم فهي لا تقارن بما يستلمه الحكم الخواجة من مبالغ خيالية عن كل مباراة يديرها.. (والدفع كاش) هذه الحقيقة التي لا بد من قولها. تهانينا لأشقائنا المصريين أبارك للأشقاء المصريين فوز منتخبهم بلقب بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي، ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن المنتخب المصري منذ بداية البطولة يقدم مستويات أكثر من رائعة، مؤكداً أن الكرة العربية في أيد أمينة وتسير بخطوات ثابتة وبكل جدارة واستحقاق حقق أبناء مصر هذه البطولة.