سيعود الأهلي بعد مرور أربعة أعوام فقط ليقف وجهاً لوجه أمام غريمه الهلال في المباراة النهائية لكأس ولي العهد، حينما يلتقيه غداً الجمعة على استاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض. وتحمل هذه المواجهة أبعادا كثيرة؛ لكن أهمها أن الفريق (الأخضر) يريد انتزاع اللقب من مضيفه (الأزرق) ليس لمجرد تأكيد أحقيته فيه، إنما لتسديد فواتير قديمة بين الناديين على الأقل فيما يتعلق بالمباريات النهائية التي جمعتهما. التقى الفريقان منذ تأسيسهما في 8 مباريات نهائية، وكانت الغلبة فيها ل(الزعيم) الذي بسط نفوذه على 6 بطولات، بينما لم يتمكن (الراقي) سوى في الفوز ببطولتين. وكان أول نهائي جمعهما في العام 1977 على كأس الملك وتمكن الأهلي وهو المعروف ب(قلعة الكؤوس) حيث تخصص في حصد مثل هذه البطولات من الفوز بنتيجة 3-1، بينما كان آخر لقاء جمعهما في العام 2006 في نهائي كأس ولي العهد ونجح الهلال في تحقيق الفوز بهدف يتيم لنجمه المعتزل مؤخراً نواف التمياط. ويصدق على هذه المواجهة من الجانب الأهلاوي صفة (نهائي تسديد الفواتير) إذ يسعى الأهلاويون للفوز باللقب للرد على الاستحواذ الهلالي في مواجهاتهما النهائية، خصوصاً أن الفريق لم يحقق الفوز على غريمه في المواجهة النهائية الثلاث الأخيرة التي جمعتهما، وهو ما يجعله في موقف لا يحسد عليه امام جماهيره. ويعترف بهذه الحقيقة مدرب الأهلي الأسبق الوطني يوسف عنبر إذ أكد بأن لاعبي الأهلي حينما يواجهون نظرائهم في الهلال فإنهم سيكونون أمام مواجهة تحمل أبعاداً مختلفة، من بينها التأكيد على أن الأهلي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون محطة عبور سهلة للفريق الهلالي نحو منصات التتويج. وقال عنبر الذي سبق للاهلي تحقيق اللقب تحت قيادته: "أنا أدرك جيداً أن المباراة النهائية ليست فيها أنصاف حلول، إذ لا بد من بطل واحد، والهلال تفوق على الأهلي في معظم مواجهاتهما النهائية، كما كان للأهلي حضوره في نهائيين، وعلى هذا الأساس فالأهلاويون سيدخلون المواجهة رغبة في الفوز من أجل انتزاع اللقب وللتأكيد بأنه بطل يمرض لكنه لا يموت". ويضيف: "ما يجب أن يعيه الجميع أن ما يسجله التاريخ شيء، وما يجري داخل الملعب شيء آخر، وعليه فإن نتيجة المباراة ستكون فعلياً معقودة بين أقدام اللاعبين لا في الدفاتر والسجلات". وإذا كان الأهلاويون يرون في المباراة محطة لمراجعة الدفاتر القديمة، فإن الهلاليين ينظرون لها على أنها اختبار جديد لتأكيد قوتهم التي جعلتهم يهيمنون على البطولات، ليس أمام الأهلي وحسب، بل أمام كل الفرق السعودية، إذ ينفرد الفريق بكونه صاحب الرصيد الأعلى في عدد البطولات من بين الأندية السعودية الأخرى برصيد 49 بطولة جعلت منه (الزعيم) عليها. وبالإضافة إلى ذلك فإن الهلال يريد ضم بطولة كأس ولي العهد إلى جانب الدوري الذي حققه مؤخراً قبل نهايته بجولتين، وهو بذلك سيكون أيضاً أمام تحدٍ من نوع آخر، خصوصاً بعد أن خسر لقب كأس الأمير فيصل بن فهد بعد خسارته في النهائي أمام الشباب. وإذ كان الأهلاويون يرون في المباراة فرصة لتسديد إحدى فواتيرهم القديمة أمام غريمهم في النهائي المرتقب، فإن الهلاليين يعتبرون هذه المواجهة مناسبة جديدة لتأكيد استحقاقهم في التفرد بحصة الأسد في البطولات السعودية، خصوصاً وهم يأملون في تحقيق البطولة رقم 50 في تاريخهم، ما يجعل المباراة تحمل بالنسبة لهم بعداً آخر مهماً. ويؤكد نجم الفريق السابق عبدالله شريدة بأن الهلال لم ينظر يوماً لاسم الفريق الذي يقف إلى جواره في أي مباراة نهائية، معتبراً كل الفرق السعودية المتنافسة على البطولات متقاربة في مستواها في الوقت الذي يتفرد فيه الهلال بمستوياته التي فرضته أقوى فريق سعودي على الدوام. ويضيف: "الأهلي فريق كبير ويملك من التاريخ والنجوم ما يجعله نداً للهلال في هذه المباراة؛ لكن أقولها للإنصاف، وليس للمناكفة، الهلال لا يهزمه إلا الهلال". ويفسر شريدة رأيه قائلاً: "ما أعنيه أن فريق الهلال ظل على الدوام وحتى هذا الموسم الأمير فنياً وعناصرياً، ولذلك دانت له الألقاب، ولذلك فإنه حينما يخسر بطولة، فليس لأن منافسه أفضل، بل لأنه حتماً لم يظهر بمستواه، أو لسبب آخر لا يتعلق بأفضلية منافسيه". ويترقب أنصار الناديين مواجهة من العيار الثقيل، ليس للأمور المتعلقة بتاريخ مواجهتهما وحسب، بل لأن عادة ما تظهر مواجهاتهما بمستوى فني رفيع، وأحداث دراماتيكية يؤججها اللاعبون تارة داخل الملعب، أو الجمهور في المدرجات، لتترك صداها يتردد بقوة في الإعلام، وهو ما يتوقع أن يفرزه النهائي المرتقب.