ينتظر السعودي أحمد زايد سالم زهير العائد من معتقل غوانتانامو عودته لعائلته قريباً بعد أن خضع لبرنامج المناصحة والرعاية الذي يهدف إلى إعادة تأهيل المعتقلين السابقين في المعتقل الأمريكي وإعدادهم لحياة أسرية مستقرة. ويصر أحمد العائد من المعتقل في منتصف عام 2009على براءته من التهم التي وجهت له ويؤكد أنه كان يشارك في أعمال الإغاثة في البوسنة وباكستان قبل أن يعتقل في عام 2002 ويتم تسليمه للأمريكيين. وقال أحمد-45 عاماً- في مقابلة مع فوكس نيوز أن برنامج المناصحة علمه بأن على المسلم الحق أن يربأ بنفسه عن مواطن الشبهات. وأضاف احمد بأنه سوف يحرص بعد الإفراج عنه على ألا يحذو أي من أطفاله العشرة من زوجاته الثلاث حذوه. وقال مسؤولون سعوديون الأسبوع الماضي أنه في حالة سير الأمور كما هو مخطط لها فإن أحمد سينضم قريباً إلى قائمة مكونة من 302 شخص أفرج عنهم خلال العامين الماضيين بعد استجابتهم للمناصحة. وتشير التقديرات إلى خضوع 4200 سعودي للبرنامج في الوقت الراهن جرى حبسهم بتهم تتعلق بالإرهاب. وكان البرنامج قد لقي إشادة كبيرة من مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين والأجانب. وقال عبد الرحمن الهدلق، مستشار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي يشرف شخصياً على جهود إعادة التأهيل "نحن فخورون بانخفاض معدل الانتكاسة وسط العائدين من المعتقل. هذا المعدل لا سيما مثير للإعجاب بالمقارنة مع معدل النجاح في قضايا المخدرات وبرامج إعادة التأهيل في الغرب". وتتراوح الميزانية السنوية للبرنامج الذي يجري تطبيقه في تسعة مراكز داخل السجون الأمنية في المملكة ما بين 40 إلى 50 مليون دولار. واتفق العديد من مسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين وخبراء غير حكوميين في مجال مكافحة التطرف على نجاح برنامج المملكة في إعادة تأهيل المتشددين وأشادوا بنتائجه المثيرة للإعجاب. ويثني كريستوفر بوسيك ، وهو الخبير في شؤون المملكة واليمن في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ، على البرنامج وحث اليمن مجدداً على وضع برنامج للمناصحة يقوم على النموذج السعودي. وشدد اللواء منصور التركي ، المتحدث باسم وزارة الداخلية، على أن البرنامج يهدف إلى مناصحة المستفيدين منه وإقناعهم بتجنب العنف" يمكنك أن تلتزم بصرامة بعقيدتك من دون أن تلجأ إلى العنف ضد أولئك الذين يخالفونك الرأي. يمكنك أن تكون متطرفاً ولكن من دون حرمان الآخرين من حقوقهم". ودفع نجاح البرنامج وزارة الداخلية إلى العمل على إنشاء خمسة مراكز إضافية جديدة للمناصحة والرعاية في مختلف مناطق المملكة. المرحلة الأولى من البرنامج الطوعي تبدأ قبل الموعد المحدد للإفراج عن السجين بوقت طويل. ويتم إفهام السجناء بأن مشاركتهم في البرنامج لا تعني خفض مدة محكوميتهم أو إمكانية الإفراج عنهم. وقال اللواء منصور أن 15 بالمائة فقط من السجناء في جرائم ذات صلة بالإرهاب رفضوا حتى الآن المشاركة في البرنامج وأضاف أن السجناء في هذه المرحلة "المناصحة" يتلقون سلسلة من الدورات الدراسية عن الإسلام وتاريخه وغيرها من المواضيع في حين تجري متابعتهم عن كثب من جانب عدد من علماء النفس والمستشارين. ويتم تقييم وتلبية احتياجات أسر السجناء ويتم تشجيعهم على قضاء بعض الوقت معهم. ويتم نقل السجين بعد قضاء كامل فترة عقوبته إلى مركز المناصحة والرعاية والتي تعتبر مرحلة وسطى بين السجن والشارع وهذا ما يطلق عليه المسؤولون"برنامج الرعاية قبل الإفراج". وقال مسؤولون سعوديون إن الجيش الأمريكي استعار بنجاح مفهوم فصول التربية الفنية للمساعدة في إعادة تأهيل المعتقلين العراقيين في معسكر بوكا في جنوب العراق. وقال أحمد انه في البداية قاوم فكرة نقله إلى المملكة " قال لي الأمريكيون في غوانتانامو بأننا سوف نتعرض للتعذيب والإعدام شنقاً إذا عدنا. فكرت في اللجوء إلى بلد ثالث ولكن أخبارا طيبة أتت من المملكة ذكرت أن الأمور على مايرام ولذلك قبلت بالعودة إلى وطني". وقال مسؤولون في المركز إن أحمد بدأ للتو "إجازة" لمدة أسبوع ليقضيها مع عائلته وسيعود إلى المركز قريبا. ويقول أحمد الآن إنه يريد فقط أن يلتئم شمله مع زوجاته وأولاده ، ويعيش حياة هادئة وتجنب الأسئلة عن الماضي "لا أريد أن أترك المملكة بعد الآن و لا أريد لأبنائي أن يفعلوا ما فعلته.لا أخشى أحدا إلا الله".