تتعدد المجالات والهدف واحد، ذلك هو المنظور الذي انطلق منه المسئولون في جامعة جازان ليكون صرحاً تعليمياً مواكباً للنقلة التنموية التي تشهدها منطقة جازان ويكون رافداً من روافد التعليم بالوطن عامة والمنطقة خاصة، وعكف القائمون عليها لإنشاء كليات وأقسام في وقت قصير رغم حداثة انشائها الذي لم يتجاوز الخمس سنوات. وكان آخر تلك الخطوات هو!نشاء كلية الآداب والعلوم الانسانية، والتي ضمت أول قسمين في جامعات المناطق الجنوبية وهما قسما الصحافة والإعلام والسياحة والآثار الذي التحق به العديد من أبناء المنطقة ومناطق عسير ونجران والباحة وغيرها. وكان طلاب وطالبات قسم الصحافة والإعلام والسياحة والآثار في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة جازان قد أنهوا أول مستوى دراسي بعد افتتاح القسمين مطلع العام الدراسي الحالي 1430-1431ه كأول قسمين من نوعهما في جامعات المناطق الجنوبية واستقبلت الكلية2579 من الطلاب والطالبات في جميع أقسامها اللغة العربية واللغة الإنجليزية والصحافة والإعلام والسياحة والآثار وقسم العلوم الاجتماعية. وأبدى عدد من الطلاب في حديثهم ل" الرياض" عن سعادتهم كونهم من الدفعات الأولى التي التحقت بهذين القسمين معربين في الوقت ذاته عن أملهم في المساهمة ببناء المجتمع في أي بيئة عملية يلتحقون بها من خلال تخصصاتهم الاكاديمية. كنت متحفظاً يقول الطالب محمد بن ناصر مغفوري طالب بقسم السياحة والآثار: أنه سعيد بالتحاقه بالقسم كون مجاله يعد حديثا ويتطلب المهارة الاتصالية في التواصل مع المجتمع والتعريف بمقومات السياحة والآثار بالمملكة، موضحاً أن منطقة جازان تزخر بالعديد من المقومات السياحية وهو ما شجعه لدخول القسم رغم بعض التحفظات التي كان يبديها قبل دخوله القسم بسبب عدم معرفته التامه عن الفرص التي يتيحها المجال. وأضاف وبعد قيام القسم بالعديد من الجولات الميدانية للجهات ذات العلاقة بالسياحة والآثار في المنطقة بدأت تلك المخاوف تزول وأحببت الطريقة التعليمية التي يتمتع بها هذا المجال. السياحة رافد اقتصادي مهم وبينّ ايمن بن علي طميحي أن التحاقه بالقسم جاء نتيجة توجيه بعض أفراد عائلته وتشجيعهم على دخول السياحة والآثار بحكم التنمية التي توجد بالمنطقة وتنوع مواردها السياحية وتعدد مهرجاناتها، مشيراً إلى أن هناك تعاون مشترك بين جهاز السياحة والاثار في المنطقة لتشغيل العديد من الطلاب لديهم والتعاقد معهم خلال فترة الدراسة. مضيفاً أن السياحة أصبحت صناعة بالتوازي مع دور تسويق الأماكن الطبيعية في الوطن وهي تشكل رافد اقتصادي مهم. د. يحيى الحكمي طالب كفيف بقسم الإعلام يقول محمد عبدالحق أحد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بقسم الصحافة والإعلام: بأن القسم هيأ لنا الزيارات الميدانية التي قمنا بها والتي تمثل الكثير من الفائدة لنا كإعلاميين في المستقبل فهي ذات فوائد متعددة منها تغيير الجو الدراسي وامدادنا بطاقة من المرح والاستفادة والمعرفة في نفس الوقت وأيضا تفيدنا في معرفة الناس والشخصيات الإعلامية وربما نستطيع تكوين صداقات معهم للاستفادة منهم وافادتنا لهم إن أمكن ذلك ونستطيع معرفة مراحل ولادة الخبر الصحفي بشكل عملي. ويتابع عبدالحق متحدثاً عن كونه طالب كفيف في قسم الإعلام من وجهة نظري الخاصة بأن دخولي للإعلام لا يمثل عائقا لي كما يتكهن الغير، فأنا أستطيع كتابة التقاريرورصد الأخباروإجراء المقابلات الصحفية مع بعض الشخصيات الهامة والدليل على كلامي هذا بأنني قد التحقت بإحدى الصحف الإلكترونية مستخدماً التقنية بكل اشكالها والانترنت وقمت بعمل بعض التقارير والأخبار في أول مستوى دراسي أبدأ الدراسة به. وأكد عبد الحق بأن اختياره للإعلام كان اختيارا موفقا فبعد تخرجي من المرحلة الثانوية وأنا أبحث عن التميز واختياري للاعلام يؤهلني للعمل بعد تخرجي في 3 جهات إعلامية أولها الصحافة المكتوبة وثانيهما الإذاعة وثالثها التلفزيون وإن كان النطاق ضيقا بعض الشيء بالنسبة لعملي في الأخيرة. ولكن ربما قد أنجح في هذه المجالات الثلاثة فأنا أقيم نفسي كريبورتر ممتاز. البداية بخمسة أقسام وفي حديثه ل"الرياض" كشف عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية د. يحيى بن محمد الحكمي أن الكلية في توجه لإنشاء أقسام أخرى منها قسم المكتبات وقسم العلوم السياسية في المستقبل القريب ، موضحاً أن الكلية قد فتحت أبوابها بداية هذا العام الدراسي في استقبال طلابها وطالباتها بخمسة أقسام هي اللغة العربية واللغة الانجليزية والعلوم الاجتماعية والصحافة والإعلام والسياحة والآثار(طلاب). د.علي العواجي وأكد الحكمي على أن الكلية حريصة على إيجاد مخرجات تعليم حديثة ومتطورة تسهم في تخريج طلاب ذوي كفاءات عالية من أبناء المنطقة والمناطق الأخرى ليسهموا في بناء الوطن عامة والمنطقة خاصة بجميع مجالات العمل لاسيما وأن المنطقة تشهد نقلة تنموية في النواحي التعليمية والاقتصادية والسياحية والإعلامية، مشيراً إلى أنه تم التعاقد مع أعضاء هيئة تدريس ذوي كفاءات علمية على مستوى الوطن العربي بالإضافة إلى قبول الكلية للمتقدمين من المعيدين والمحاضرين وفق شروط التعيين التي تحددها الجامعة للمعيدين والمحاضرين بالأقسام ليتم ابتعاثهم لجامعات عالمية مرموقة والعودة لمواصلة الدفع بالمسيرة التعليمية. مواكبة عملية التنمية وأوضح رئيس قسم السياحة والآثار المشرف على قسم الصحافة والإعلام د.علي بن محمد العواجي أن هذين القسمين يواكبان عملية التنمية والتطور الذي تشهده منطقة جازان أسوة ببقية مناطق المملكة. وأشار إلى أن السياحة أصبحت في الوقت الحاضر صنعة ومصدر رزق، كما أن الآثار تعد رافداً مهماً للعملية التنموية. وأضاف ان مواد الاثار تحتوي على التراث الذي يعد أحد أهم مصادر السياحة ، فنحن نرى المعروضات التراثية على جانبي الطرقات في منطقة جازان، ويستفيد منها المواطنون وأبنائهم. كما أن الآثار بصفة عامة هي التأصيل الطبيعي للعلوم والمعارف الحديثة ومن هنا كان التميز في جامعة جازان بإنشاء هذا القسم.