بدأت مسابقة دوري "زين" للمحترفين الأحد الماضي مرحلة جديدة من التوقف هي الأطول في قطاره الذي يتوقف بين كل فترة وأختها، حيث تبلغ هذه المرة أربعة وأربعين يوما في تصرفات من لجنة المسابقات تثير الجدل، وامتعاض الأندية على حد سواء، لما فيها من إخلال ببرامجها، وتعطيل لنشاطها، وإذا كان للتوقفات السابقة نوع من القبول، بسبب مشاركة المنتخب، أو لأن الوقت في التوقفين الثاني والثالث ليس طويلا جدا، فإن هذا التوقف سيتسبب في مشكلات اقتصادية، فضلا عن الفنية، فالدوري الذي مضى منه عشرون جولة، توقف بعد أن بقي منه جولتان فقط، وقد اتضحت معالمه بعد أن نال الهلال بطولته، وبقي التنافس على المراكز ما بعد الأول، وفي المؤخرة يكاد التنافس ينحصر بين ثلاثة فرق هي: الرائد، ونجران، والقادسية، وهي ستنتظر كل تلك الفترة لتلعب مباراتين فقط، وستتكبد بعضها خسائر جراء استمرار التدريبات كل هذه الفترة، استمرار استقطاب لاعبين بمرتبات عالية، والإبقاء على مدربين، وخلاف ذلك، وستعيش أوضاعا نفسية مقلقة لكونها ستعيش فترة أطول دون أن تحدد مصيرها وتستريح، بل إن معرفتها بمصيرها سيحدد ملامح المستقبل، فتستعد التي هبطت أو بقت للموسم القادم بناء على الأرض التي ستقع عليها، ومن الأضرار حرمان اللاعبين المحترفين من إجازاتهم، خاصة الذي يعيشون بعيدا عن أسرهم، ومثال ذلك الرائد، والقادسية، ونجران التي ستلعب في مسابقة كأس ولي العهد أمام فرق قوية هي: النصر، والشباب، والاتحاد في نهاية هذا الأسبوع، واحتمال خروجها أكبر من مواصلة مشوارها إلى الدور الذي يليه، ولن تشارك بحكم ترتيبها في سلم الدوري في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وبالتالي فستظل طيلة هذه الفترة تنتظر لتلعب لقاءين فقط، وهذا سيسبب لها بعدا عن جو المباريات، وستفقد حساسيتها تبعا لذلك!! مرات التوقف بلغ عددها أربع مرات، الأولى ما بين 27-8-2009 و 23-9-2009 بأيام مجموعها ستة وعشرون يوما، والتوقف الثاني كان بين الفترة من 1-10-2009 إلى 14-10-2009 لمدة أسبوعين، والتوقف الثالث من الفترة 4-11-2009 إلى 17-11-2009 لمدة أسبوعين، والتوقف الأخير الحالي من السبت 30-1-2010 حتى السبت 13-3-2020 لمدة شهر ونصف، ومجموع فترات التوقف نحو ثلاثة أشهر بررت لجنة المسابقات بعضا منها بأنها أيام الفيفا الإجبارية، وهو ما أخبر به أكثر من منسوب للجنة كنائبها طارق كيال في توقف شهر شوال الماضي، ولا ننس أنها (أيام)، وليست أسابيع كما يفعل الأخوة في اللجنة! سيقبل الرياضيون توقف مسابقة الدوري في أيام مهمة كالعشر الأواخر من رمضان، لكنه لن يقبل أن تتوقف بلا مبرر كلعب مباريات دولية في أيام الفيفا، وهي مباريات هزيلة كما حدث في لقاء المنتخب مع المنتخب الاحتياطي لتونس في تونس، ومع المنتخب المغمور بيلاروسيا في الدمام، وهي مباراة خرجت بخشونة كبيرة، وكلتا المباراتين، وما سبقهما من معسكر لا قيمة لهما على اعتبار أن المنتخب خرج خالي الوفاض من التصفيات النهائية للتأهل إلى كأس العالم، فلا مشاركة في جنوب أفريقيا، ولن يشارك في أية مسابقة قبل عام من الآن!! انتقد الرياضيون جميعهم، مسؤولو الأندية، والنقاد، والجمهور بامتعاض ما فعلته لجنة المسابقات، وتذمروا مما أقدمت عليه في فترة تعيشها الرياضة السعودية، التي هي فترة احتراف، جاءت لتشمل اللاعبين دون التنظيم، وهي انتقادات لم يكن الهدف منها بالطبع تبديل ما مضى عليه القلم، بل لتدارك الخطأ في المستقبل، أي حين وضع الجدول في الموسم القادم، والذي يليه، إنه خطأ من جملة أخطاء وقعت فيه هذه اللجنة، كحال اللجان الأخرى، إن كان الهدف حين أقر التوقف الأخير لتبقى منه جولتان من أجل ختام الموسم لتتضح الصورة حين التكريم، فإنه بعد أن حسمها الهلال قبل النهاية بثلاث جولات أفسد ذلك الهدف، وزاد الأمر حينما تم تسليمه كأس الدوري، أما إن كان التأجيل لأمور لا نعلمها فإن الجميع ينتظرون التفسير، ما الذي يمنع من إقامة كل مسابقة على حدة بدلا من التداخل الذي حدث في الفترة الماضية بين مسابقتي كأس الأمير فيصل بن فهد والدوري، والآن بين الدوري ومسابقة كأس سمو ولي العهد، وهي التي أربكت الفرق بشكل واضح؟!