هذا الإنسان كائن استثنائي بكل المفاهيم ، والمقاييس ، والأعراف ، والتوصيفات . إنه قائد أمة ، وصانع مستقبلات ورؤى ، ورجل إصلاحي من نمط نادر ، يسابق الزمن في مسيرة التحديث والبناء ، ووضع الوطن في مكانه الذي يجب أن يكون فيه وعليه ، شجاع ومقدام في قراراته المفصلية بالنسبة لصياغة الإنسان ، وصناعة توثباته نحو الخلق ، والإبداع ، والإنتاج . بحيث يلغي من حياته الاتكالية ، والعجز ، والهروب . ويدخل في فضاءات العمل ، والابتكار ، وإضافة مقومات الحداثة والتنوير الى حياة المجتمع ، والناس ، والاجيال . إنه كائن استثنائي في مفاهيم الزعامة ، فالعظماء يظهرون في سماء الامم كالشهب المضيئة ينيرون مسالكها ، ويضيئون دروبها ، ويفتحون أمامها آفاقا من المعرفة ، والايمان بالنفس ، والقدرات ، والمقدرات ، والإرث السياسي والفكري والنضالي ، بحيث تكون الامة قادرة على تجاوز إحباطاتها ، وأوجاعها ، وداءاتها . فتصنع لنفسها واقعا مغايرا تماما ، وتتحول في نضالها الى أمة منتجة في صناعة الحضارة الانسانية ، ومساهمة في وأد المثلث الخطير والموجع من فقر ، وجهل ، ومرض . وتكون أمة لها تأثير فاعل في تجسيد الجغراسيا كإرث بُذل فيه جهد متفوق في زمن التنوير والوعي والتجلي ، وحقب الإنتاج والعطاء المعرفي والثقافي . الرجل،الإنسان هو عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يحصر همه في محيط الوطن فقط ، ولم يجعل هدفه إنسان الوطن فحسب ، بل حمل همّ الامة والانسان على امتداد جغرافيا الوطن العربي الكبير، واشتغل بكل عمل يقارب التطور ، والنماء ، وسعى منطلقا الى كل هدف من خلاله يضع هذه الأمة في أمكنتها المفترضة بين الامم ، ويجعل من هذا الإنسان البائس ، الضائع ، المشرد بفعل ممارسات بعض الانظمة إنسانا له كرامته ، وعزته ، وشموخه ، ومساهماته في المنجز الأممي إن في العلوم والاكتشافات والاختراعات ، وإن في صناعة الاقتصاد العالمي ، وإن في تحقيق السلام والعدل على هذا الكوكب المرتكس في هزائمه ، وجراحاته ، الملوث بدماء القتلة والمجرمين والمعتوهين . نتذكر الآن قول الصحابي الجليل " أبوذر الغفاري " المشهور ، والنابع من عمق الإحساس والمعاناة بالناس " عجبت لامرئ لايجد قوت يومه ثم لايخرج الى الناس شاهرا سيفه " وقول الخليفة الراشد علي بن أبي طالب " لوكان الفقر رجلا لقتلته " إذ ليس هناك ماهو أشد فتكا بالانسان ، وقيمته ، وكرامته من " الجوع " الذي هو نتيجة للفقر ، وليس هناك ذلّ يمكن أن يلحق بالكائن البشري مثل ذل الفقر . عبدالله بن عبدالعزيز الانسان الذي يحمل هموم الامة والانسان ، يدرك جيدا هذا الوجع ، ومن خلال هذا الإحساس ناشد رجال أعمال قطريين وسعوديين وبالتالي أثرياء العالم العربي وحثهم على البذل والعطاء ، وتخفيف معاناة الفقراء في كل مكان في العالمين العربي والاسلامي ، إذ لايمكن أن يكون هناك تنمية إنسان وهو يعاني الجوع والفقر . إنه رجل استثنائي جدا .