قال سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني إنه على اسرائيل ان تبدأ الانسحاب وتنهي احتلالها للاراضي الفلسطينية لتقنع الفلسطينيين بأنها تريد سلاما يضمن لهم قيام دولتهم. وفي كلمته يوم الثلاثاء أمام مؤتمر هرتزليا الذي تحدث فيه أيضا ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي قال فياض ان البدء يعني أولا انهاء توغلات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة حيث يطمح الفلسطينيون الى اقامة دولتهم الى جانب قطاع غزة. وقال فياض لمؤتمر هرتزليا الذي يجتذب سنويا شخصيات بارزة في المحافل السياسية والدبلوماسية الاسرائيلية "للاسف هذه التوغلات مستمرة." وصرح فياض بأن وقف هذه الممارسات وتسليم المزيد من المسؤوليات الامنية للفلسطينيين في أرضهم سيثبت ان الاحتلال الاسرائيلي "ينحسر في طريقه للانتهاء." وبعد أكثر من 16 عاما من "عملية سلام" -لم تأت بالكثير- يحتاج الفلسطينيون الى ان يلمسوا مؤشرات تقنعهم بان المحادثات الجديدة ستؤدي بهم الى حيث يريدون. وبعد تجميد محادثات السلام لاكثر من عام كانت مشاركة فياض في مؤتمر هرتزليا أبرز لقاء علني رفيع المستوى بين مسؤول فلسطيني وآخر اسرائيلي منذ سبتمبر ايلول حين التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك تحت رعاية الولاياتالمتحدة. وفشل اجتماع نيويورك في انهاء المأزق الراهن بين الجانبين ولم تسفر الجهود الامريكية لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية بعد عن اي انفراجة لاستئناف المفاوضات. ويرجع القرار النهائي في السياسة الفلسطينية ازاء عملية السلام الى عباس زعيم حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. وانتقد شخصيات كبار من فتح في احاديث خاصة مشاركة فياض في مؤتمر هرتزليا. وكرر رئيس الوزراء الفلسطيني معارضة عباس لاي محادثات سلام جديدة دون وقف كامل للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 . وقال إنه بدون هذا التجميد سيتشكك الفلسطينيون في قيمة المحادثات. وصرح فياض بأنه سيعمل على بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية بحلول منتصف عام 2011 وقال للمنتقدين "نعم انه من جانب واحد... لان الفلسطينيين فقط هم الذين بوسعهم أن يفعلوا ذلك." وقال فياض إنه بحلول عام 2011 ستكون السلطة الفلسطينية قد حققت قدرا كبيرا من التغيير الايجابي على الارض بما يتماشى مع ظهور الدولة الفلسطينية. واستطرد ان الامر لا يقتصر فقط على مجرد إعلان دولة بل التحضير لها. وأضاف فياض انه اذا لم تنجح عملية السلام التي بدأت عام 1993 في إنهاء الاحتلال بحلول هذا الموعد سيقنع وجود مؤسسات الدولة الفلسطينية الفاعلة العالم بأن الشيء الوحيد الذي يقف في طريقها هو الاحتلال. وأقر فياض بأن الانقسام الراهن في الصف الفلسطيني يجب ان ينتهي معترفا بان السلطة الفلسطينية لا تحكم الان قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). كما ناشد رئيس الوزراء الفلسطيني اسرائيل ايضا بانهاء حصارها الخاطئ والعنيد للقطاع. وامتدح باراك زعيم حزب العمل الاسرائيلي ورئيس الوزراء الاسبق ما وصفه بالتفكير "العملي الملموس" لفياض. وقال إن هناك "أشياء هامة تحدث" مشيرا الى التقدم الجاري في إصلاح قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية. وقال باراك "إسرائيل لديها اغلبية صامتة كبيرة تؤيد السلام" وهي لا تريد ان تحكم الفلسطينيين وفقا لسياسة "التمييز العنصري". وأضاف ان عليها ان "تضع حدودا لارض اسرائيل التي ستضم اغلبية يهودية كبيرة وراسخة على مدى اجيال" على ان تقوم دولة فلسطينية الى جوارها. ومضى قائلا "علينا مسؤولية عالية...للمضي قدما في العملية الدبلوماسية. فالبديل أسوأ بكثير."