يفترض في المنطق أن يكون داخل حدود المقبول وله علاقة بالواقع لذلك نقول بغضب أحيانا أو بدهشة:"يا أخي خلك منطقي"! أو نردد ونحن نضرب كفاً بكف:"ماهذا المنطق الأعوج المائل المنكسر؟" وسبب تساؤلنا هذا هو توقعنا أن المنطق يجب أن يكون مستقيما واضحا ينطبق مع عقولنا جميعا، رغم أننا نملك عقولا مختلفة في طريقة تفكيرها وطريقة فهمها للأمور وبالتالي لابد أن نختلف في "تفسيرنا المنطقي للأشياء والأحداث" لكن يفترض أن لدينا عوامل فكرية مشتركة تجعلنا نتفق على أساسيات معينة، وتجعلنا نتوافق مع منطق يفرض نفسه لأنه ببساطة يميل إلى الصواب أو ما نعتقد أنه صواب. لكن ماذا تفعل إذا لم يكن هناك أساس يجمعك بشخص ما؟ ماذا تفعل إذا كان المنطق في عُرف بعض الأشخاص لا يخضع لقوانين العقل ولا لحدود الواقع؟ ماذا تفعل إذا كان هؤلاء الأشخاص يتصرفون وكأنهم في لوحة سريالية اختلطت الألوان فيها واختفت الخطوط والملامح؟ ماذا تفعل إذا كانوا وكأنهم شخصيات كرتونية كاريكاتورية تضخمت بعض ملامحها واختفت ملامح أخرى؟ ماذا تفعل إذا كانت علاقتهم بأساسيات التعامل الانساني وأدبيات التواصل الاجتماعي وأخلاقيات العمل علاقة مطاطية تتغير بتغير مصالحهم؟ أحيانا تقف صامتا، وأحيانا تنفجر غاضبا، وأحيانا تضرب كفا بكف وأنت لا تعرف ماذا تفعل أو كيف تتصرف؟ وأحيانا لا يبقى أمامك سوى أن تقول:" ياأخي هل لديك دليل تعامل "كاتلوج" يفسر لنا تصرفاتك أو يوضح لنا ماذا تريد أو ما الذي لا تريده؟"!! نعم نحن كائنات معقدة في أحاسيسنا ومشاعرنا وأفكارنا، قد نمر بفترات تشويش تجعلنا نتخبط قليلا، نعجز عن معرفة ماذا نريد أو ماذا نبغي؟ لكن من غير المعقول أن يكون التشويش طريقة حياتنا، ومن غير المعقول أن تكون الفوضى التعاملية والمشاعرية هي نمطنا اليومي، هذا متعب لنا ومتعب لمن حولنا. كيف تتعاملون مع هؤلاء؟ وكيف تكون حياتكم إذا ابتليتم بأشخاص لديهم متلازمة "الضبابية" التي تعميهم عن المنطق بالإضافة إلى تضخم في الإحساس بالذات يمنعهم من رؤية الآخر أو تفهم وجهة نظره ومشكلة"حسن الظن بأنفسهم وسوء الظن الدائم بالآخرين؟