استطاعت جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة منذ انطلاقها قبل 3 سنوات أن تؤكد عالميتها وصدارتها لأكبر الجوائز الدولية المعنية بالترجمة من خلال نجاحها في استقطاب كبريات المؤسسات العلمية وخيرة المترجمين من جميع أنحاء العالم والذين تسابقوا لنيل شرف الحصول عليها. ومع اقتراب موعد الإعلان عن الأعمال الفائزة بالجائزة في دورتها الثالثة في 20 مارس القادم تتجلى علامات تفرد هذه الجائزة ودلائل نجاحها في تحقيق أهدافها لمد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات الإنسانية وفي السطور التالية بعض الملامح التي تؤكد عالمية جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة ودلائل تفردها . انطلاقه الجائزة في التاسع من شوال 1427 ه - الموافق 31 أكتوبر 2006 م صدرت موافقة مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بإنشاء جائزة عالمية للترجمة ، تحمل اسم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، وذلك انطلاقاً من رؤيته – يحفظه الله – في الدعوة لمد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات لما فيه خير وسعادة الإنسانية وجاء الإعلان عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على إطلاق الجائزة في الثالث عشر من صفر 1428 ه - الموافق 3 مارس وذلك في مؤتمر صحفي عقد على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب لتبدأ أعمال الدورة الأولى من الجائزة رسمياً . أهداف واضحة حددت جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة أهدافها ، لتكون تعبيراً دقيقاً عن رؤى المليك في ضرورة التواصل الفكري والحوار المعرفي الثقافي بين الأمم وسعيه المتواصل للتقريب بين الأمم والشعوب وإرساء دعائم صلبة للتعاون والبحث عن نقاط الالتقاء المشتركة بين الحضارات الإنسانية واستثمارها لكل ما فيه الخير والسعادة للعالم أجمع ، وذلك من خلال تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها في مجالات العلوم الإنسانية والطبيعة وذلك باعتبار أن الترجمة كانت ولا تزال أبرز الأدوات لتفعيل الاتصال المعرفي وإثراء حركة تبادل الأفكار والخبرات والمعارف وتأصيل ثقافة الحوار وفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها. وتركزت أهداف الجائزة وفق ما نصت عليه لائحتها حول الإسهام في نقل المعرفة من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية وإليها وتشجيع الترجمة في مجال العلوم إلى اللغة العربية وإثراء المكتبة العربية بنشر الأعمال المترجمة المتميزة، وتكريم المؤسسات والهيئات التي أسهمت بجهود بارزة في نقل الأعمال العلمية من اللغة العربية وإليها. مجالات الجائزة حرصاً على تحقيق أهداف الجائزة، تم تحديد خمسة مجالات للتنافس فيها، تشمل جائزة لجهود المؤسسات والهيئات، وأخرى في ترجمة العلوم الإنسانية من اللغة العربية، وثالثة في ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات المختلفة ورابعة في ترجمة العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية إلى اللغات الأخرى على أن يحصل الفائز في كل مجال من المجالات الخمسة على جائزة قدرها 500 ألف ريال ليصل إجمالي مجموع قيمة الجائزة إلى 2,5 مليون ريال سنوياً . الأمير عبدالعزيز بن عبدالله خلال تكريمه لأحد الفائزين مؤشرات النجاح كان لاقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وارتفاع قيمة جوائزها المالية أثره الكبير في ما حظيت به من اهتمام من قبل أكبر المؤسسات العلمية والثقافية المعنية بالترجمة في جميع أنحاء العالم، والتي تسابقت لترشيح أفضل الأعمال المترجمة لنيل المنافسة عليها، هذا إلى جانب ما أتاحته الجائزة للمترجمين من الأفراد للتنافس على جوائزها وفق مجموعة من المعايير والشروط الدقيقة التي تتعلق بالقيمة العلمية للعمل المترجم واحترام حقوق الملكية الفكرية في الأعمال الأصلية والمترجمة، بالإضافة إلى عدد من الخاصة بجودة الترجمة والأمانة في النقل والتوثيق، وذلك في إطار رؤية شاملة تواكب التغيرات المعرفية وتنتصر لمبدأ التنوع الثقافي في الخلاف وتؤكد على وحدة الثقافة الإنسانية رغم تنوع فروعها ومجالاتها البيئية من الفنون والآداب والعلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية، وتمثيل التلازم العضوي بين الأصالة والمعاصرة . وجاءت المنافسة على الجائزة في دورتها الأولى معبرة عن عالمية الجائزة ، حيث وصل عدد الأعمال التي تقدمت لها 186 عملاً من 30 دولة عربية وأجنبية ، خضعت جميعها لعدد من المستويات التحكيمية من قبل لجان تضم نخبة متميزة من خيرة الخبراء والأكاديميين والمختصين في مجال الترجمة، فقبل أن تعلن أسماء الفائزين والتي تصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بفوزه بجائزة الترجمة لجهود المؤسسات والهيئات، إلى جانب الفائزين ببقية مجالات الجائزة.وتواصل نجاح الجائزة في دورتها الثانية والتي بلغ عدد الأعمال التي تقدمت للمنافسة عليها 127 عملاً من 25 دولة، حيث شهدت هذه الدورة فوز مركز الترجمة بجامعة الملك سعود بالجائزة في فرع المؤسسات، في تأكيد متميز لجهود المؤسسات السعودية في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية، وشهدت هذه الدورة فوز د. هنية محمود مرزا بالجائزة في ترجمة العلوم الإنسانية إلى اللغة العربية كأول امرأة سعودية تفوز بالجائزة . واستحدثت الجائزة في دورتها الثانية إضافة نوعية كبيرة وذلك بتكريم اثنين من أصحاب العطاءات المتميزة في ميدان الترجمة من وإلى اللغة العربية هما الشاعرة الكبيرة سلمى الخضراء الجيوس، والأكاديمي الالماني د. فاندرسش هارثموت، صاحب الإسهامات المتعددة في ترجمة الفكر العربي والإسلامي، هذا إلى جانب المبادرة الرائعة بإقامة حفل تسليم الجائزة بمؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بمدينة الدارالبيضاء المغربية، في تأكيد على عالمية الجائزة وتجاوز رسالتها للحدود الجغرافية بنفس درجة نجاحها في تجاوز حدود اللغة في جميع فروعها، وهو الأمر الذي عبر عنه صراحةً صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، رئيس مجلس إدارة أمناء الجائزة، بقوله إن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة استطاعت أن تفرض وجودها في صدارة الجوائز الدولية المعنية بالترجمة يكشف بجلاء عن تقدير دولي كبير لمبادرات راعي الجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز – يحفظه الله – لتعزيز فرص الحوار الفاعل بين الثقافات والحضارات وإسهاماته المتعددة في مد جسور التواصل والتعاون بين كافة الدول والشعوب، مشيراً إلى أن نجاح هذا المشروع الثقافي الرائد في دورته الأولى والثانية يؤكد أهميته في تفعيل حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية واستجابة عدد كبير من المؤسسات العلمية في جميع أنحاء العالم مع ما تهدف إليه الجائزة لنقل المعرفة الإنسانية وتعظيم الاستفادة منها وإتاحة الفرصة للإبداع العلمي العربي للإسهام بدوره في إثراء حركة التطور الحضاري في جميع المجالات . ولفت سمو رئيس مجلس أمناء الجائزة في تصريحات على هامش حفل تسليم الجائزة بالدارالبيضاء أن عالمية الجائزة تدفع باتجاه تضييق الفجوة العلمية بين الشرق والغرب، وتدعم جهود الدول العربية لتلحق بركب التطور العلمي والاستفادة من معطياته لتحقيق التنمية الشاملة، مؤكداً أن اختيار المغرب لاستضافة حفل تسليم جوائز الفائزين يتفق وعالمية الجائزة ولا سيما أن المغرب كانت بوابة عبور الحضارة العربية والإسلامية إلى أوروبا . وفي السياق ذاته : أوضح معالي المشرف على مكتبة الملك عبد العزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر – أن الصدى الكبير الذي حققته جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة وتفاعل كافة المؤسسات الثقافية والعلمية معها يؤكد نجاحها في تحقيق أهدافها في مجال تبادل المعارف وتقوية أواصر التفاعل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى وتهيئة المناخ لتلاقي الأفكار على أساس من الاحترام المتبادل لهوية وخصوصية الأمم والشعوب . وأشار معالي الأستاذ فيصل بن معمر إلى أن نجاح الجائزة يعد ملحماً لحالة من التأييد الدولي للمشروع الحضاري لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإشاعة قيم الحوار بين الحضارات ودعوته المتجددة لنبز دعاوي الصراع والسعي إلى نقاط الالتقاء المشتركة للتعايش في عالم يسوده السلام والتعاون من أجل تقدم ورخاء البشرية، مؤكداً أن إقامة حفل تسليم الجائزة في دورتها الأولى بالرياض والثانية بمدينة الدارالبيضاء المغربية، يجسد هذا النهج والذي سوف يتواصل ليشمل دول وعواصم أخرى في جميع أنحاء العالم خلال الدورات القادمة بمشيئة الله تعالى. وفيما يجسد عالمية الجائزة من حيث أهدافها تنوعت جنسيات الفائزين بها - في دلالات صريحة على نزاهة إجراءات تحكيمها ودقة المعايير المعتمدة في ذلك، وهو ما اعترف به الفائزون بالجائزة وغير الفائزين على حد سواء، ولخصته الشاعرة الفلسطينية سلمى الجيوسي، عندما قالت : نلمس بصدق نبل أهداف جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، ونثق في حرص راعيها على أن تكون وسيلة وأداة لخدمة الفكر والعلوم والمعرفة، وجسراً للتواصل بين الدول والشعوب دون أي حسابات أخرى، وليس أدل على ذلك من القيمة الرفيعة للأعمال الفائزة بها وما تتضمنه من معرفة وأطروحات وأفكار تستهدف خير وتطور المجتمعات الإنسانية . وفي نفس السياق، كانت كلمة الفائزين في الدورة الثانية والتي ألقاها الدكتور محمد الطاهر الميساوي في حفل تسليم الجائزة بالدارالبيضاء, وأكد خلالها أهمية الجائزة ، وما تمثله من حافز لدفع حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، وتعظيم الاستفادة من الإبداع والفكر والعلم بكل ما يقدمه العقل من معارف مفيدة ونافعة. وتأتي جائزة خادم الحرمين الشريفين في دورتها الثالثة – والتي يتم الإعلان عن الأعمال الفائزة بها في شهر مارس، لتؤكد عالمية الجائزة من خلال عدد الأعمال التي تقدمت للتنافس في فروعها الخمسة، حيث وصل عدد هذه الأعمال إلى " 118" عملاً تمثل 23 دولة عربية وأجنبية، وهو الأمر الذي يبعث على التفاؤل بأن يواصل هذا المشروع الرائد صعوده وإسهاماته في تعظيم الاستفادة من النتاج العلمي والفكري وتقديم الإرث الثقافي للحضارة العربية الإسلامية إلى العالم وإثراء المكتبة العربية بالأعمال المتميزة في علوم العصر ليسجل التاريخ بحروف من نور لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هذه الجائزة العالمية التي تقترن باسمه ، وتؤسس لقيم التواصل الحضاري والمعرفي والإنساني بين شعوب العالم أجمع .