أكدت وزيرة الخارجية الأميركية في لندن أنها أجرت "حوارا إيجابيا جدا" مع نظيرها الصيني يانغ جيشي حول النزاع بين مجموعة (غوغل) والسلطات الصينية رغم أن الشركة الأمريكية أعلنت أنها "لم تعد قادرة" على تحمل الرقابة الصينية. ويهدد الخلاف الجاري بين غوغل والصين تطور الانترنت في البلاد في حال انتهى بانسحاب المجموعة العملاقة الاميركية من السوق بحسب خبراء، مع مساعي الطرفين للتوصل الى تسوية. لكن غوغل كذلك ستخسر الكثير في حال غادرت الصين التي تضم اكبر عدد من مستخدمي الانترنت في العالم، على ما هددت في 12 يناير عند تنديدها بهجمات معلوماتية انطلقت من الصين، وبالرقابة المفروضة محليا. لكن يبدو ان تسوية الامور بين الشركة وبكين صعبة جدا في الوقت الحالي. وقال تيد دين مدير شركة بي دي ايه الاستشارية المتخصصة في وسائل الاتصالات والتكنولوجيا وقال "اذا سيطر طرف واحد على القطاع، سيكون ذلك على حساب المستهلكين الصينيين والتطوير". واعلنت غوغل التي هددت انها تبحث في اغلاق صفحة غوغل الصينية انها لم تعد مستعدة ولا قادرة على تقبل الرقابة الصينية، الامر الذي رفضته السلطات مؤكدة على ضرورة احترام الاجانب "القوانين الصينية". واتخذت القضية منحى دبلوماسيا مع تدخل الحكومة الاميركية وبدء محادثات ثنائية على مستويات رفيعة. وراى المحلل لدى كريدي ليونيه سيكيوريتيز ايجا في هونغ كونغ فرانسيس تشونغ "الانترنت في الصين لديه امكانات هائلة ويمكن لغوغل ان تحقق نتائج جيدة بتكنولوجيتها المتقدمة، فهي تتمتع بشعبية وتزيد من سيطرتها على السوق". لكن "غوغل لا تريد الانسحاب، بل تريد البقاء بشروطها"، بحسب فرنسيس تشونغ، الذي تابع "لا اعتقد ان اي حكومة ستفاوض بشأن قوانينها، وعلى الاخص مع شركة". ورأى لو بووانغ الشريك في مجموعة تشاينا انتلي - كنسلتنغ ان غوغل قد تتخلى فعلا عن صفحتها الصينية لكنها ستحتفظ بوجود ما، من خلال مؤسسة ابحاث. وقال لو "هكذا تحفظ الحكومة الصينية ماء الوجه، ويخال الجميع ان غوغل انسحبت لدوافع تجارية". سواء بقيت او غادرت، فان غوغل تستعد لمرحلة صعبة في الصين، على ما اكد مدير تشاينا ماركت ريسرش في شانغهاي شون راين. وتساءل في حال اغلاق الصفحة الصينية لغوغل "يمكنهم الاحتفاظ بالابحاث والتطوير في الصين، لكن الحكومة الصينية لن تجعل مهمتهم سهلة، فاي مهندس من الدرجة الاولى سيود العمل معهم؟" اما غوغل فترفض التعليق على مشاريعها في الصين.